العدد 4304
الإثنين 27 يوليو 2020
banner
مملكة البحرين والإنماء المتوازي
الإثنين 27 يوليو 2020

بدأت زياراتي لمملكة البحرين في أوائل ثمانينيات القرن الماضي واستمرت وازدادت وامتدت فترات الإقامة فيها لما لقيته من ترحاب وحسن لقاء من أهل البحرين حتى أصبحت أمضي أغلب أوقاتي في هذا البلد المضياف حكما وشعبا.

زياراتي الأولى كانت بعد إنهاء تخصصي في الجامعه الاميركية في بيروت، وقبل سفري إلى الولايات المتحده الاميركية حيث أمضيت فيها شهورا عده عملت في مستشفى السلمانية وفيها تعرفت إلى زملاء العمل وكنا جميعا في بداية حياتنا المهنيه، من ثم تكررت زياراتي بعد عودتي من الولايات المتحده الاميركية لما شهدته من حسن ضيافة ورفعة أخلاقية مميزه من البحرينيين وعلى جميع المستويات الاجتماعية فمنذ وصولك للمطار يستقبلك رجل الأمن بابتسامته المعهودة مرحبا بك حتى لتشعر بأنك رب المنزل.

بدأت مملكة البحرين رحلة التطور منذ أمد بعيد وهنا ليس لي إلا ما شهدته خلال زياراتي المتكررة وعلى مدى الأعوام الطوال.

ما هي خصائص مملكة البحرين المميزه:

١. قبول الاخر: قبول الاخر كلمة مستعملة وقد أضاف عليها البحرينيون الكثير وأعطوها بعدا اجتماعيا مميزا فهم ليسوا فقط يقبلون الاخر بل يعاملونه كفرد من نسيج المجتمع البحريني.

٢.التميز: تميز الشعب البحريني ومنذ زمن بعيد بحبه للعلم وقد دأبت حكومة مملكة البحرين ومنذ زمن بعيد بإرسال الطلاب لتلقي العلم في أهم الجامعات العالمية والجامعة الاميركية في بيروت شاهدة على ذلك حيث استقبلت في صفوفها الكثير من طلاب البحرين والذين أثروا الجامعة كما البحرين بتفاعلهم الثقافي والحضاري.

تميزت البحرين كمنارة للعلم والطب في منطقة الخليج وقد اعتمدت من دول مجلس دول التعاون الخليجي لتحتضن جامعة الخليج العربي بكلياتها المتعددة والتي تعاونت مع جامعات عالمية متعددة لتطوير مناهجها ومن ثم أنشأت حكومة البحرين جامعة البحرين ثم استقبلت الكلية الملكية للجراحين بايرلندا لإنشاء وتشغيل كلية طب ممميزة وقدمت حكومة المملكة كافة التسهيلات الممكنه لإنشائها وتشغيلها وكنت أنا شخصيا شاهدا على ذلك حتى أصبحت من كليات الطب المميزة على المستوى الاقليمي والعالمي.

وبعقل وإدارة مميزه سمحت مملكة البحرين للقطاع الخاص بإنشاء الجامعات الخاصة وحسب مواصفات علمية محددة فتطور قطاع التعليم الجامعي وأصبحت مملكة البحرين مركزا علميا مميزا.

أما في القطاع الصحي فكانت مملكة البحرين الرائده في إنشاء أول نظام صحي متكامل يبدأ من مراكز رعايه صحية أولية إلى المستشفيات التخصصية وكانت الرائدة في البدء بنظام تعليمي وتدريبي لطب الاسره.

وعملت مملكة البحرين على تطوير القطاع المصرفي حتى أضحت مركزا ماليا واقتصاديا لمنطقة الخليج.

أما في التطور العمراني فشهدت مملكة البحرين تطورا متوازيا مع سائر القطاعات لتوفير الاحتياجات اللازمه للسكان ولسوق العمل.

إن التطور المتوازي المخطط والمدروس الذي شهدته البحرين بدأ بالقوى البشرية العاملة وشمل جميع القطاعات التربوية والصحية والانشائية والخدماتية والمالية والاقتصادية يدل على حسن التخطيط والتنفيذ لحاضر زاهر ومستقبل واعد.

أما في نظام الحكم والحوكمة فتتميز مملكة البحرين بالتقارب بين الحكم والشعب فمجالس أهل الحكم ليست إلا منتديات اجتماعية ثقافية علمية مفتوحة للجميع لمناقشه قضايا المجتمع البحريني لتأخذ طريقها إلى مجالس النواب والشورى. إنها الديمقراطية الاجتماعية الانمائية التي هدفها أولا وأخيرا توفير الافضل للمواطن البحريني.

فهنيئا لمواطني وسكان البحرين بهذا الحكم والشعب الحضاري وكما تكونوا يولّى عليكم. حكم حضاري لشعب حضاري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .