العدد 4304
الإثنين 27 يوليو 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
النضج الانفعالي والقائد الإداري
الإثنين 27 يوليو 2020

خلاف الأسلوب الذي اتبعه فإني سأبدأ هذه المرة بعرض الموقف الإداري أولاً ومن ثم أدعم الموقف بآراء ذوي الاختصاص في علم الإدارة من المنظرين والممارسين والمشتغلين في هذه المهنة. وإليك سيدي القارئ الموقف التالي والذي ستتعرف على موضوعه من خلال العرض.

كالمعتاد وبابتسامته المعهودة وبشاشة ملامحه حيّا المسؤول فريق العمل في مكتبه واطمأن على أحوالهم وسأل عن من لم يكن متواجداً حينها بعدها دخل المكتب.

بعد لحظات جاءه صوت الرئيس التنفيذي خلال الهاتف معاتباً إياه عدم متابعته أداء العاملين في إدارته وتوجيهاته لهم، الأمر الذي رفع مستوى الشكاوى والتذمر وعدم الرضا من قبل عملاء المؤسسة. وبيّن الرئيس وبصوت تكاد نبراته تخرج عن المستوى المألوف: يجب أن نضع أمامنا حقيقة نعرفها جميعاً ونقر بها وهي إن هؤلاء العملاء هم المصدر الرئيس و ربما الوحيد لدخل مؤسستنا وبدون مساندتهم وتعاونهم معنا لايمكننا الاستمرار. المطلوب متابعتك وتوجيهاتك وأنت تمتلك الخبرة الكافية للقيام بذلك.

تغيرت ملامح المسئول وغابت تلك الابتسامة لتحل محلها سحابة من الإحباط والخذلان. وفي ردة فعل قام المسئول وعلى الفور بالاتصال بالسكرتيرة أمراً إياها بعدم تحويل أية مكالمة عليه وإلغاء جميع اجتماعاته واخبرها بعدم رغبته في مقابلة أحد قائلاً لها بأنه ليس في المزاج المناسب الآن.

مارأيك سيدي القارئ في ردة فعل المسئول بعد انتهاء حديث الرئيس التنفيذي معه؟ ماذا تعكس سلوكياته تلك؟ يقول عالم الإدارة الممارس لي لاكوكا بأنه يجب أن يتصف القائد الإداري بالشجاعة الكافية في مواجهة المواقف الصعبة. كما ويؤكد أحد الاختصاصيين بضرورة أن يتحلى القائد بالقدرة على ضبط النفس والنضج الانفعالي. ولكن المقولة التي شدتني وأكاد اجعلها مبدَأً هي: كلما قصرت مدة عودته لطبيعته بعد كل أخفاق أو موقف صعب كلما اثبت ذلك القائد الإداري نضجه الانفعالي ومقدرته على التعامل مع الأزمات. ماريك سيدي القارئ؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية