العدد 4303
الأحد 26 يوليو 2020
banner
هل “الحضانة” للتربية أم للانتقام؟
الأحد 26 يوليو 2020

قبل أيام قليلة، استلمت اتصالا كريما من مواطن ستيني، يناشد بوجع لكي يرى ابنته التي حُرم من رؤيتها منذ أكثر من عام؛ بسبب تغذية طليقته لها بالكراهية والمُقت والبغضاء.

الأب المكلوم، والحزين جدا، قال لي بالحرف بأنه لا ينام، وبأن الحياة فقدت بنظره كل أسباب البقاء أو العيش، وبأن وجعه لأجل ابنته، وشغفه للقائها، وسؤاله الدائم عن حالها وظروفها ويومياتها، بات الهاجس المسيطر على وجدانه وحياته، أو في المتبقي منها كما قال.

هذه الحادثة المؤسفة والمتكررة يوميا، توجز استغلال البعض ممن غنموا بحضانة الأطفال، لتوظيفها كوسيلة انتقام من شريك الحياة السابق، دون أن يضعوا أي اعتبار لنفسية الأطفال فاقدي الحيلة، بواقع ينبئ بخروج جيل مهشم، ضعيف الشخصية، فاقد الثقة في الآخر.

ويقودني هذا الوصف الدقيق والمُختصر لما يحدث، لحكاية صديق مر بقضية طلاق مؤسفة قبل 10 سنوات تقريبا، وكان لديه حينها ابنتان صغيرتان، حيث قال إن طليقته تستثمر منذ حينها وحتى الآن، كل إمكاناتها ومواردها ووقتها وصحتها، لكي تضع المسافات الشاسعة بينهم وبينه؛ فقط للنكاية به.

وأضاف “أحسنت أمهم تعليمهم، وأقولها حتى لا أظلمها، أو أنقص من شأن جهودها، لكنها - في المقابل - فشلت بغرس صلة الرحم بأبيهن، وهي برأيي لأهم من أي شهادات أو مسميات علمية أو أكاديمية، مهما علت أو ارتفعت”.

ختاما، أُشير إلى أن قضية استغلال الحضانة للانتقام من الأب أو الأم، هي قضية رأي عام، وقضية أجيال قادمة نحن مسؤولون عنها، ومن الأهمية تتبع آلية سيرها، شاملة سلوك الحاضن، ونفسية الأطفال، وصلتهم للرحم، وهو ما لا يحدث الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .