العدد 4295
السبت 18 يوليو 2020
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
الإنسانية طريق الخلاص
السبت 18 يوليو 2020

لا الرأسمالية نجحت في مسح دموع الفقراء، ولا الاشتراكية تمكنت من توزيع ربطات الخبز على البطون الجائعة، ولا الدول التي ادعت أن اقتصادها إسلامي كإيران وطالبان والموصل استطاعت أن تخفف وجع الإنسان. الإنسان هو الإنسان إذا تمكن من السلطة والمال وغياب الواعز الأخلاقي فهو على استعداد لذبح أمة بأكملها.

لا أفرق بين حزب إسلامي ولا ماركسي ولا قومي ولا ليبرالي ولا يساري ولا علماني.

وحدها العقيدة الإنسانية ذات القيم الكونية قادرة على تخفيف وحشية وحيونة الإنسان، ولها شروط لنتمكن من ترسيخها. ماذا فعلت (النيوليبرالية) بالناس أو نظرية فريدمان في الصدمة الاقتصادية؟ ماذا فعلت الماركسية بالاتحاد السوفيتي وماذا فعل الاقتصاد (الديني) بالإيرانيين؟ بل ماذا فعل الإسلاميون بشباب بعمر الزهور يلقونهم في المحارق ثم يقفون محرمين خروجهم. سأكتب مقالا بعنوان: يسرقون أعمارنا ثم يختفون. اسمحوا لي، من قراءتي للتاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم الانسانية، ومن خلال خبرتي في الحياة، وصلت لقناعة أن المنهج الانساني في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع هو القادر على صناعة حياة مثالية. لم تقنعني لا نظريات ماركس ولا ادم سميث ولا أفلاطون في المدينة الفاضلة، ولا الدينيون، فحتى هؤلاء أفكارهم مليئة بالحشو والادلجة. هناك أبعاد  اقتصادية ذات مسحات وعمق انساني وجدتها في نهج البلاغة ومن قراءات لفلاسفة وعظماء تقود لتوليفة فكرية بأن سعادة البشرية في النهج الانساني، سأضعها في دراستي الانسانية. لا أخفي عليكم، هذا ما أحمله من عمق فلسفي وجودي، وبُعدكوني في قراءة الحياة. من عائلتك، ما هي أموالك، كم كتاب كتبت، ما هو مذهبك،ك م شركة عندك، لا يساوي خردلة إذا كنت لا تمتلك بعدا انسانيا. المهم عندي كم كيلو انسانية في قلبك. لهذا دعواتي لكل الشباب العربي، ذوِّبوا النعرات الطائفية والحزبية والمذهبية، واخرجوا من الصندوق، وقيموا الناس من معيار انساني، وكونوا علاقات  غيروا فلسفتكم للحياة من حيث العقيدة الانسانية، والقوا من النافذة كل النفايات من الافكار السياسية وغيرها إذا كانت تتعارض مع قيم الانسانية، وحضارة الانسان. اكتشفوا اله الحب والجمال والانسان. سوف أشتغل على كتاب أكتبه للشباب يتحدث عن فلسفتي في الحياة من التركيز على الانسانية، وكيف يعيش الانسان موزعا للحب محبا للجمال بعيدا عن الاحزاب، وإنما الانطلاق بعيدا عن خرافات رجال الدين الذين حشوا عقولنا بالخرافات حتى أضاعوا أعمارنا، وخربوا الذوق العام.

 

رسائل بلا تشفير:

١- أتمنى من الشباب البحريني قراءة كتاب سيكولوجية الجماهير لغوستاف لوبون. وأوهام النخبة لعلي حرب وكتاب مهم جدا اسمه: الحركة الاسلامية ثغرات في الطريق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية