تأثرت العديد من القطاعات وتعطلت العديد من الأعمال نتيجة أزمة كورونا، وبالطبع كان للفن نصيب من هذا التأثر، عن ذلك تحدثت معنا الفنانة البحرينية شيماء القحطاني عضوة بجمعية الفن التشكيلي البحريني، وجمعية كلنا نقرأ، ولها عدة مشاركات بأعمالها الفنية في المعارض التشكيلية، وتقوم حاليا بتنظيم معرض فني تحت رعاية هيئة الثقافة والتراث عن مدى تأثر هذا المجال في حضور كورونا، وكان التالي:

هل برأيك تأثر هذا الفن بسبب أزمة كورونا؟

نعم كثيرا، فأنا كنت أعتمد بشكل كبير على المعارض التي تقام لعرض أعمالي، وتلك المعارض بالطبع تأثرت وكثير منها تم إغلاقها ولا نعرف إذا كانت مثل تلك المعارض ستقام خلال هذه السنة أم لا، فالوضع مازال غير مستقر، ونحن ننتظر انتهاء الأزمة لمواصلة أعمالنا، وأتمنى لو كان هناك تطبيقات يمكننا عرض أعمالنا عليها مثل ما يوجد في دول أخرى كتطبيق Etsy and ebay.

هل تأثرت مواضيع رسوماتك من الجو العام حاليا مع وجود كورونا؟

أنا أحب أن أرسم أشياء تلمسني شخصيا وتلامس المجتمع وأعبر في أعمالي عن المشاكل الجارية أو عن المناسبات وتركيزي خلال تلك الفترة على مواضيع تعبر عن أزمتنا مع كورونا، ولكني أفضل أن اتطرق للموضوع بحس فكاهي؛ للتخفيف على الناس من التأثير السلبي للأزمة. فالفنان في الحقيقة هو مرآة لمجتمعه ومن واجبه تجسيد الأحداث التي تدور حوله عبر أعماله؛ لأنه يتأثر بها، فتنعكس على لوحاته.

ما الذي تغير في عملك في هذا الفن بسبب أزمة كورونا؟

كنت دائما ما أتعلم عند أساتذة في الفن التشكيلي، كأستاذ حسين ميلاد، ودكتور خالد السماحي، وللأسف هذا ما أفتقده كثيرا حاليا بسبب الأزمة، فلا أستطيع الالتقاء بأساتذتي للتعلم منهم ولمساندتهم لي، فأفتقد كثيرا الجو العام الممتع والطاقة الإيجابية معهم.

ما خططك لتعويض توقف عمل تلك المعارض في الوقت الحالي؟

حالياً أحاول أن أعرض أعمالي على "الإنستغرام"، وأقوم بالبحث عن مكتبات أو محال لعرض أعمالي فيهم، فأنا حاليا في مرحلة البحث.

هل تعتبرين الرسم مصدر دخل جيد خصوصا خلال تلك الأزمة؟

انا هدفي الأساسي هو أن أبني ماركة خاصة بي أكثر من هدف البيع لمجرد البيع، وأحاسب كثيرا على القيمة الفنية للعمل؛ حتى لا يصبح الموضوع تجاريا فقط، فهدفي هو البيع مباشرة للجمهور أو من خلال جاليري معروفة، وللوصول لتلك الأهداف دائما ما أشارك بالمعارض، وأتمنى أن يكون لي معرضي الخاص، كما أبحث عن جاليري على مستوى الخليج أستطيع من خلاله بيع لوحاتي وأساهم حاليا بالمعرض السنوي البحريني.

من ناحية أخرى، هل كان هناك أي تأثير إيجابي من وراء كورونا؟

نعم كانت هناك أفكار مختلفة وحتى استخدامي الخامات قد اختلف، فلم أفكر من قبل في أن أغطى لوحاتي بورق الجرائد للرسم فوقها والجرائد التي استخدمها تحتوي على عناوين رئيسة لأزمة كورونا، ولأني شعرت بأني محاصرة بالأخبار السلبية من كل جانب، فقررت أن أعمل على سلسلة من الرسومات تعبر عن الأزمة، لكن بشكل فكاهي وإيجابي، والموضوع بالفعل نال إعجاب الجمهور.

هل يعتبر الرسم بالنسبة لكِ هواية أم جاء عن خبرة تعليمية؟

الرسم عندي هواية، لكني أحببت أن أمارسه بطريقة وأسلوب علمي قدر المستطاع، فحاليا أعتبر نفسي في مرحلة تعلم "وأتمنى ألا تنتهي"؛ لأن التعليم والقراءة والثقافة بشكل عام شيء مفيد جدا.

أي فنون الرسم تفضلين؟

أميل أكثر لفن الـ "البوب آرت" الذي انتشر من أمريكا في الخمسينات والستينات، ومن ثم التأثيرية والتعبيرية، وأيضا أمارس الفنون اليدوية بكثرة، فأقوم بالرسم على الدفاتر والقواعد الخشبية لرغبتي في نشر الفن التشكيلي بطريقة يقبل عليها الجمهور بسهولة.

اقتراحاتك لدعم الهواة والمبتدئين خصوصا خلال هذه الفترة؟

إذا أتيح مجال من جانب هيئة حكومية كهيئة الثقافة والتراث أن تشجع الهواة وتقيم لهم معارض؛ لعرض أعمالهم خصوصا ومع وجود كورونا المعارض أصبحت قليلة وأغلبها "أونلاين"، وللأسف من الصعب على الهواة الدخول في مجال جديد عليهم دون يد تمد لهم المساعدة.