العدد 4289
الأحد 12 يوليو 2020
banner
في قلب الحدث
الأحد 12 يوليو 2020

لولا ذلك التعاطي الإنساني الفارق من لدن الأب الرئيس ما كنت تطرقت هذا الأسبوع إلى ما تضمنه اجتماع مجلس الوزراء الأخير، حيث القضايا الحتمية متكدسة، والتحديات التي أفرزتها جائحة كورونا أكثر من مُفزعة.

سموه يوجه في المجلس إلى النظر في وضع العاملين البحرينيين المُسرحين من أعمالهم بالخارج، ربما تلك تكون هي المرة الأولى منذ زمن ، وربما لأن أيام وليالي الجائحة قد أرخت سدولها على الوقت الصيفي الضائع الذي لم نبذله في السفر، والإنفاق بل والإسراف بسبب كورونا، يقولون تلك من بين فضائل الكارثة، ويرد البعض: أننا كنا بحاجة إلى الراحة، والتقاط الأنفاس، في جميع الأحوال كانت الصرخة الأبوية المُدوية من رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه هي سؤاله بإلحاح عن وضع العمالة البحرينية بالخارج، خاصةً المُسرحين منهم، وهؤلاء الذين فقدوا وظائفهم بفعل هذه الظروف، وربما بفعل أسباب اقتصادية أخرى.

المواطن البحريني في نظر رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان سيظل كامل الحقوق والمكتسبات، متكامل المواطنة، وبالغ الأهمية للقيادة والوطن، سواء كان هذا المواطن مقيمًا بالبحرين، وسواء كان مقيمًا بالخارج، سواء وفقته الظروف، فتمكن من العمل في بلاده، وسواء عاندته هذه الظروف فوجد ضالته المنشودة بعيدًا عن الديار.

من هنا نستطيع أن نفهم فلسفة الأب الرئيس، المواطنة حق والمواطنة واجب والمواطنة حياة، حق لكل من يحمل شرف جنسية بحريننا الغالية، وواجب يفرض علينا جميعًا قيادةً وحكومةً وشعبًا أن نؤدي ما علينا للوطن من أدوار، وأن نحمي مكتسباته، وأن نبذل الغالي والنفيس من أجل صون شعائره ومشاعره ومعتقداته وحدوده وثوابته الوطنية والروحية وغيرها.

والمواطنة حياة؛ لأنه ليس لدينا وطن آخر نحيا من أجله غير “الغالية البحرين”، وليس لدينا ما نبذله في سبيل أن يكون هذا الوطن خالدًا مخلدًا، سليمًا، معافى، إلا حياتنا التي تهون من أجل أن يكون مستقرًا، مزدهرًا، آمنًا، مطمئنًا.

الأرقام حول أداء اقتصادنا الوطني خلال الربع الأول، رغم ضراوة الجائحة لم تكن مفزعة، الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي لم يزد على 1,1 %، وهو أقل من المتوسط العام من توقعات صندوق النقد الدولي، الذي كانت حساباته أكثر تشاؤمًا بالنسبة لدول المنطقة بأسرها، مسجلًا انكماشًا متوقعًا 7,6 % خلال السنة الحالية.

التراجع الأكبر كان في قطاع الفنادق الذي شهد انكماشًا بنسبة 36 %، وهو أمر طبيعي بفعل إغلاق الحدود، والتباعد الاجتماعي، والاحتراز من زيادة انتشار الوباء. أما الدخل من النفط، فقد شهد نموًا بنسبة 1,8 %، حيث إن الصدمة الكبرى في أسعاره لم تتجاوز أيام قلائل قبل أن تخرج هذه الأسعار من كبوتها لتتجاوز الـ 43 دولارًا لبرميل “برنت” مع نهاية الخميس الماضي.

رغم ذلك، ورغم تأرجح الأرقام، كانت يقظة الرئيس القائد متقدمة على جميع المشاهد، وكان سموه بالغ الدقة، وهو يطلب ملف المواطنين المُسرحين من أعمالهم بالخارج، بحث دقيق، أحوالهم، أوضاعهم المعيشية، وضع آلية التعامل مع الحالات الواردة، وصياغة هيكل جديد لحلول لم تكن في الحسبان، ولعلاجات كانت بعيدة شيئًا “ما” عن أجواء صناعة القرار.

التوجيه السامي واضح، لا غموض فيه، والحرص البالغ من والد الجميع كان محددًا من دون تردد أو تراجع أو انتظار للمزيد، هذه هي البحرين، هؤلاء هم قادتنا، وهذا هو شعبنا، يدًا بيد، وقلبًا على قلب، وروحًا تفدي ألف روح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية