+A
A-

الغائب: الصحافة الورقية تمرض ولا تموت.. والتحدي تقديم محتوى جيد

استضاف حساب الناشط الشبابي عباس العماني عبر منصة "أنستغرام لايف" نائب رئيس قسم الشؤون المحلية والسياسية بصحيفة البلاد، رئيس فريق الاعلام الاجتماعي، الزميل راشد الغائب بحوار تحت عنوان "صحافة المواطن.. البحريني صحافي بالفطرة!".

وقال الزميل الغائب أن الصحافة الورقية ربما تمرض ولكن لا تموت، لأن التحدي القائم حاليا يتمثل في صناعة المحتوى الجيد، وتوجد منصات متعددة مثل اليوتيوب والأنستغرام والتويتر وغيرهم، والتحدي في صناعة المحتوى القوي، وبالتالي فلا يمكن لشخص أن يقول اليوم أن اليوتيوب سيموت بعد 10 سنوات، ولكن ممكن أن يقول أن القنوات القوية ستصمد والسيئة ستغلق، وكذلك بالنسبة لصفحات الأنستغرام وحسابات التويتر والصحف الورقية، أيّ أن الجميع يتنافس بتقديم المحتوى بغض النظر عن الأداة.

وأضاف أن الرئيس التنفيذي لموقع أمازون تنبأ بموت الصحافة الورقية بالعام 2020، ولكنه فاجئ الجميع باستملاكه صحيفة "الواشنطن بوست"، وهي صحيفة أميركية عريقة، وعمرها قرابة 143 عاما.

وبين أن الصحافة الورقية تتحول تدريجيا لصحافة الكترونية وستصمد بوجود المحتوى الجيد، وهي ما ستجعل بطارية الصحف مستمرة.

مزاج البحريني

ولفت الى ضرورة انتقال الصحف من صحافة الخبر إلى صحافة الرأي، ولكن مزاج القارئ البحريني ما زال أكثر ميلا لقراءة الأخبار، ولهذا السبب ما زالت الصحف وعاء للأخبار بأنواعها المختلفة.

وبين أن معادلة نجاح الصحافة في تقديم معلومة أمينة وقارئ مسؤول يتابعك، ومشيرا الى أن القارئ الأبرز لمحتوى الصحافة هو رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومشيرا الى أن سموه مصغ جيد لكلمة الصحافة، ويصدر توجيهاته المستمرة الداعمة للصحافة والمستجيبة لمطالب المواطنين، والأسرة الصحافية تفخر بوجود يوم للصحافة البحرينية وجائزة باسم سموه لتكريم أفضل نتاجات مزاولي المهنة.

قلعة الدفاع

ووصف الغائب الصحف بأنها قلعة للدفاع عن المواطن ومصالحه، وداعيا لتجنب التأليب أو التحريض بموتها، وهي جديرة بالدعم، وليكن الجميع شركاء في الوقوف معها.

وبين أن القارئ ما زال يربط الثقة بالمعلومة المتداولة في "السوشيل ميديا" إذا نشرت بالصحيفة، وأن كثيرا من مظالم المواطنين تجد الآذان الصاغية لدى متخذي القرار عند نشرها بالصحيفة، وهذا ما يؤكد استمرار الأثر الايجابي للصحافة.

ولفت الى أن نجوم "السوشيل ميديا" مثل عمر فاروق أو أحمد شريف أو غيرهما نجحوا في صناعة المحتوى الراقي، وهذا هو النموذج الملهم، للتأثير بالمجتمع كل بحسب موقعه.

ودعا لضرورة تجويد محتوى مقالات بعض الكتاب غير الصحافيين، ومشيرا الى ضرورة أن تتناول المقالات قضايا الوطن والمواطنين لأنها الغاية من الكتابة ولإحراز التغيير الايجابي.

ولفت إلى أن أغلب الكتاب الكبار غادروا المهنة، وطغت بالصحف مقالات كتاب غير صحافيين، وترتب على ذلك ارتفاع منسوب مقالات أشخاص يهوون الكتابة، ولا ينطبق عليهم تعريف كاتب الرأي.

مستقبل الدراسة

وعن مستقبل دراسة الصحافة، استند الغائب لإحصاءات رسمية لعدد العاطلين من تخصص الاعلام، إذ بلغ عدد العاطلين 999 بالعام 2016، وانخفض الى 290 بالعام 2019، وأن نصف عدد الخريجين من تخصص الاعلام بسوق العمل هم من جامعة البحرين، وقرابة ثلث الخريجين توظفوا بالجهاز الحكومي.

وحث طلبة الاعلام بالجامعة لضرورة تحسين مستوى كتاباتهم الصحافية، لأنه لاحظ من خلال النماذج المتدفقة لمساهمات الطلبة المقبلين على التخرج لنشرها بالصحيفة وجود مثالب كثيرة بمساهماتهم.

وبين أن وظيفة الصحافي اليوم لا تقتصر على كتابة الأخبار فقط، وإنما يتعين عليه التدرب على كيفية صناعة الانفوجرافيك ومونتاج الفيديو ومهارات تقنية أخرى، وإذا استمر الصحافي على النمط السابق فقد تحنط بطريقة عمل صحافة الثمانينات.

وطالب بضرورة التنسيق بين جامعة البحرين ووزارة التربية والتعليم لاستيعاب الخريجين العاطلين من تخصص الاعلام الالكتروني، وتوظيفهم بشواغر الوزارة المناسبة، مثل تدريس مقررات الاعلام أو المقررات الأخرى المتخصصة بذات مسار التخصص.