نحن في زمن يحدث فيه كل شيء، حتى أن ليفربول استطاع أن يفك النحس الذي لازمه لمدة 30 عاما وتوج بطلا للدوري الإنجليزي!
وعلى الرغم من ذلك، يبدو الأمر أقل وطأة مما حدث في العام الماضي 2019، عندما توج منتخبنا الوطني ببطولة كأس الخليج بعد انتظار دام 50 سنة.. أليس كذلك؟
أتذكر الحالة التي عاشتها البحرين، يوم خرج الناس من بيوتهم يهنئون أنفسهم بالإنجاز الذي حلموا به طوال سنوات. كانت القرى والمدن مسرحا للاحتفال، وغصت الشوارع بالمسيرات لاستقبال الأبطال من المحرق وحتى الصخير!
وفي خضم هذه الذكريات والمشاعر تساءلت بحيرة: كيف احتفل “الليفربوليون” بالفوز التاريخي بلقب الدوري الإنجليزي في الوقت الذي تعيش فيه الناس أزمة طاحنة مع فيروس كورونا؟
لا شك أنهم انفجروا فرحا، لكنهم كتموا احتفالاتهم في بيوتهم خوفا من الفيروس المتربص بالناس في الشوارع والطرقات!
لو كانت الظروف طبيعية لغصت الشوارع في المدن والقرى المؤيدة لليفربول بالمحتفلين. لو كانت كذلك لاحتضن معقل النادي الإنجليزي انفيلد احتفالية ليس لها مثيل، لكن الأحوال ليست على ما يرام مع بالغ الأسف!
كيف يمكن أن يكون احتفال أحد أكبر الأندية شعبية في العالم بإنجاز ظل طويلا يعانده، على الرغم من اقترابه من اللقب الإنجليزي أكثر من مرة؟
إنه السؤال الذي تبادر إلى ذهني وأنا أشاهد فرحة الجماهير الليفربولية على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن العالم الافتراضي أصبح المتنفس الوحيد للناس في هذا الزمن ليعبروا عن مشاعرهم، سواء كانت فرحا، أو حزنا.
لابد أن هذا الوضع يقود المشجعين إلى حافة الجنون، فليست الرياضة من تواري انفعالاتها في الخفاء، لقد تعود الرياضيون أن يصرخوا بأعلى أصواتهم طوال العقود الماضية، إلا أنهم وبسبب فيروس غير مرئي يحبسون أنفاسهم في منازلهم.
إنها كارثة بشرية نتمنى من الله أن يخلصنا منها سريعا، فالأحداث الرياضية المقبلة لا تقبل الاستمرار على هذا المنوال، وكما تؤكد النصائح الطبية الموصى بها لمكافحة كورونا “نبتعد اليوم لنلتقي غدا”.
مبارك لكل مشجع ليفربولي هذا الفوز الرائع بعد سنوات طويلة من الانتظار، وعسى أن تكون الفرحة في المستقبل القريب في ظروف أفضل بإذن الله.