ضمن سلسلة اللقاءات الدولية التي تنظّمها أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية عبر تقنية الاتصال المرئي، عُقد مساء اليوم الخميس الموافق 25 يونيو 2020، لقاءٌ حواريُّ مع سعادة النائب في مجلس العموم البريطاني العقيد بوب ستيوارت Bob Stewart رئيس نقطة اتصال المجموعة البرلمانية البحرينية – البريطانية، وذلك بالتعاون مع سفارة مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة، وبحضور أكثر من خمسين مشاركًا من أصحاب المعالي والسعادة سفراء مملكة البحرين لدى عدد من دول العالم، وتواجد مدراء إدارات الديوان العام والدبلوماسيين المُعّينين في مختلف البعثات الدبلوماسية ومنتسبي وزارة الخارجية.

وخلال اللقاء الذي أُدير من قِبل سعادة السفير د. أروى حسن السيد، مدير إدارة الاتصال بوزارة خارجية مملكة البحرين، اصطحب سعادة النائب ستيوارت المشاركين في رحلةٍ عبر الزمن، أعادهم خلالها إلى مطلع تسعينيات القرن العشرين ليستعرض مشاهد حيّة من واقع تجربته الشخصية - كمنتسب لوزارة الدفاع - في حرب البوسنة والهرسك، ذاكرًا أهم أسباب قيام تلك الحرب ضمن تسلسل زمني جغرافي دقيق يبيّن أبرز أطراف الخلاف والمصالحة، لافتًا إلى أهمية ودور المنظمات الدولية والبعثات الأممية في تلك الفترة في تأسيس مساحة مشتركة لتحقيق السلام.

واستحضر سعادة النائب مفهوم اتّخاذ القرار في ظل الظروف الاستثنائية، مؤكدًا على ضرورة تحمّل مسؤولية الاختيار، و "هنا يكمن دور الاستراتيجية والتخطيط المسبق". ووجّه سعادة النائب اهتمامًا خاصًا للجانب الإنساني سواء في العمل العسكري أو الدبلوماسي، باعتبار أن البشر، بغض النظر عن سماتهم الديموغرافية أو أيديولوجياتهم المتباينة، يشكّلون الرقم الصعب في معادلة النزاع والسلام، في إشارة إلى أهمية مهارات التحليل والتفاوض والقيادة، والتي تؤتي ثمارها عند اتخاذ القرارات المصيرية.

وتطرق سعادة النائب في ختام حديثه إلى العلاقة الحتمية بين مجالَي العسكرية والدبلوماسية لاسيّما خلال مراحل إنهاء الحروب وفض المنازعات، مؤكدا أنه لا يمكن بطبيعة الحال تحقيق حالة سلامٍ مسبوقٍة بنزاع إلّا عند التحلّي بصفات الدبلوماسي الناجح، مشيدًا بالطاقات الدبلوماسية والقوة الدفاعية لدول الخليج العربي، فقد تسنّى له شخصيًا الاطّلاع عليها عن قرب خلال فترة خدمته العسكرية وزياراته المتعددة إلى المنطقة، معبرًا في السياق ذاته عن اعتزازه بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع مملكة البحرين بالمملكة المتحدّة والتي توّجت خلال السنوات الماضية وحتى يومنا هذا بالعديد من المنجزات المشتركة في شتّى المجالات.

جديرٌ بالذكر، أن هذا اللقاء يأتي ضمن استراتيجية أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية لعام ٢٠٢٠ والتي تضع -كأحد أهدافها- تقديم مجموعة لقاءات تنهض في مجملها بالوعي الدبلوماسي لدى منتسبي وزارة الخارجية، وتساهم في توطيد العلاقات القائمة بين مملكة البحرين ودول المُحاضرين والخبراء الدوليين في مجالات الدبلوماسية، والعلاقات الدولية، والشؤون الخارجية.