العدد 4267
السبت 20 يونيو 2020
banner
ضمير سمو الرئيس ودور مؤسسات المجتمع المدني
السبت 20 يونيو 2020

’’ كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاق‘‘. بهذه المقدمة كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي نص في أولى مواده “يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء،هذا الإعلان النبيل الذي يهدف إلى الحفاظ على الكرامة الإنسانية وزرع بذور المحبة والسلام بين الأمم والشعوب بمختلف بقاع الأرض دون التفريق بينهم بسب اللون أو العرق أو الدين. هذه القيم والمبادئ التي تعبر عن التفاعل والتمازج الاجتماعي تعزيزا لمبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية، والتي تسمو بالإنسان بعيدا عن ويلات الحروب والاضطهاد العرقي والطائفي والوقوف على أسبابها وحلها بالحوار والتفاهم وخلق الضمانات لأجيال المستقبل في الحفاظ على هذه المبادئ؛ من أجل مجتمعات راقية ومتحضرة.

وتعزيزا لدور الأمم المتحدة ومؤسساتها من المنظمات والهيئات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية إلى السعي لبناء ثقافة المحبة والسلام وتعزيز مفهوم الضمير الإنساني وفقا لثقافة الشعوب المختلفة وبما يتناسب مع أعرافها وظروفها الاجتماعية من خلال إتاحة التعليم وتضمين أطره المنهجية لهذه الثقافة وزيادة النشاط التوعي الاجتماعي بما يعزز أهداف التنمية المستدامة.

وفي هذا السياق، جاءت مبادرة رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة باعتماد يومًا دوليًا للضمير، مناسبة لإلهام الإنسانية بأبعاد فكرية وأخلاقية؛ من أجل تعزيز السلام والمحبة بين الشعوب، كقيم نبيلة متى ما وجدت، فستنعم جميع الأمم والشعوب بالرفاه والرخاء القائم على أوضاع أمنية مستقرة. هذا اليوم العالمي الذي احتفى به العالم لأول مرة في الخامس من شهر أبريل؛ تحقيقا لمبادرة سموه الكريمة، والتي أكدت الفكر السامي والحضاري في وضع العالم أمام مسؤولياته الإنسانية ومناسبة لإلهام الإنسانية بأجمعها وبمختلف فئاتها بأبعاد فكرية وأخلاقية؛ من أجل تعزيز السلام والمحبة بين الشعوب، كقيم نبيلة متى ما وجدت، فستنعم جميع الأمم والشعوب بالرفاه والرخاء القائم على أوضاع أمنية مستقرة ومستدامة. 

لقد أدرك العالم من شماله الي جنوبه ومن شرقه الي غربه.

أن مملكة البحرين  وقيادتها الرشيدة وشعبها المعطاء رغم محدودية مساحتها ومواردها إلا أنها تمتلك عطاءً إنسانيا كبيرًا، وإرث حضاري متميزا يدعو دائما الي الوئام والتضامن والتعايش كأساس لإعمار الأرض وتطورها.

وعلى المستوى الاقليمي والمحلي كان لصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان بصمات رائعة في احتضانه وتشجيعه الدائم لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز هذه المبادئ، والتى ترسخت من خلال العديد من المناسبات التى أهتم سموه برعايته الشخصية لها، ولاسيما بالمناسبات التى تعزز الارث الحضاري والتاريخي لمملكة البحرين في الاقليم الخليجي ، ولابد هنا من الاشارة الى دور سموه الكريم في تعزيز مسألة الضمير الانساني بانشطة جمعية البحرين للمعارض والمؤتمرات من خلال تحفيز القائمين على هذا النشاط باهمية أن تلعب هذه المؤسسة الاهلية دورا اساسيا في رفع مستوى المسؤولية التضامنية في تحقيق الاهداف  المنوطة بها في ارساء قواعد التوعية ورفع مستوى الثقافة الحضارية وابراز الدور الريادي الانساني لمملكة البحرين في مختلف المناسبات، والاضاءة الدائمة على المستوى الثقافي لشعب البحرين وابعاده الانسانية قيادة شعب ومقيمين.

وفي هذا الصدد، سعت  دائما جمعية البحرين للمعارض والمؤتمرات على تضمين برامجها الانشطة التى تهدف الى تعزيز وابراز المبادئ الاساسية للمبادرة السامية لحضرة صاحب السمو الأمير خليفه بن سلمان والتى من خلالها ستكون جاذبة للاحترام الدولي لبيئة العمل والنشاط الاقتصادي لمملكة البحرين وستسهم ايجابيا في خلق التنوع الاقتصادي وتوفير البيئة العمالية الصالحة للعمل في اطار انساني يحترم حقوق الانسان ويحافظ على المكتسبات الاستثمارية التى حققتها الشركات العالمية التى اتخذت من البحرين مراكز اقليمية لنشاطاتها.

ولقد كان جليا ما جاء في تصريحات المسئولين الدوليين بمناسبة اليوم الدولي للضمير الدرجة العالية التى تحظى بها مملكة البحرين من الاحترام والتقدير تحت قيادة  صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وتقديراً لجهودها وإسهاماتها في دعم العمل الدولي الجماعي لتعزيز السلام والتنمية والأمن والتى من خلالها نجحت مملكة البحرين أن تضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته فيما يخص موضوع “الأمن الصحي العالمي” والذي يعد مطلباً ملحاً في ظل تفشي فيروس كورونا “كوفيد 19” ، حيث عكست دعوة سموه الكريمة مبادرة متقدمة للإسهام بمساندة جهود منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية التي تتجاوز في تداعياتها وخطورتها حدود  الدول.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .