+A
A-

وزير الخارجية يشارك في مؤتمر بمناسبة مرور 75 عامًا على صدور ميثاق الأمم المتحدة

شارك سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، اليوم، عبر الاتصال المرئي الالكتروني، في المؤتمر رفيع المستوى الذي تنظمه جمهورية سنغافورة وتجمع الحكماء الدولي، بالتعاون مع الأمم المتحدة بمناسبة مرور 75 عامًا على صدور ميثاق الأمم المتحدة، تحت عنوان (ميثاق الأمم المتحدة في 75: التعددية في عالم مجزأ).

وألقى سعادة وزير الخارجية أمام المؤتمر كلمة عبر فيها عن بالغ الشكر إلى جمهورية سنغافورة وتجمع الحكماء والأمم المتحدة على تنظيم هذا المؤتمر بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لميثاق الأمم المتحدة، وتدارس التحديات التي تواجه الأمم المتحدة - والتعددية بشكل عام - في هذه الأوقات غير المسبوقة.

وقال إن التعددية في الآونة الأخيرة - لا سيما في عولمة العقدين الماضيين - قد حدثت دون الكثير من النقاش العام أو المناصرة، مشيرًا إلى أنه من السهل نسبيًا تقديم دعوى ضد عالم مترابط ومتعدد الأطراف ومعولم، إلا أن الجوانب الإيجابية لم يتم الشعور بها إلا بشكل تدريجي، في خطوات صغيرة، وربما من دون أن يتم إبراز هذه الفوائد بشكل كامل وعلني.

وأضاف سعادة وزير الخارجية أن التحديات العالمية الهائلة التي حدثت قبل 75 عامًا أحدثت زخمًا واضحًا ساهم في إنشاء الأمم المتحدة ونظام عالمي متعدد الأطراف، وكانت الحاجة إلى مثل هذا النظام وفوائده واضحة، ولكن في العقود الأخيرة، رأينا ما أسميه "التعددية اللاواعية".

وقال إن ما نحتاج إليه اليوم هو تعددية الأطراف الواعية أكثر من الإصلاحات المحددة للمؤسسات والنظم الفردية، حيث يرى الجميع بوضوح فوائد التعاون الطوعي والترابط بين الدول ذات السيادة.

وأشار سعادة وزير الخارجية إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد تمثل في الوقت الحاضر تحديًا، وفرصة كذلك، موضحًا أنه من السهل على الدول أن تنسحب من العالم وتغلق الحدود وتنافس بعضها البعض على الأدوية والمعدات وتلقي اللوم أو الإدانة على الدول الأخرى لردة فعلها، إلا أن جائحة كورونا هي أيضًا فرصة مواتية ليس فقط لأنها أظهرت قيمة التعاون في قضايا مثل اللقاحات والعلاجات، ولكن أيضًا لأنها سلطت الضوء على مدى الترابط بين عالمنا بالفعل، ومدى اعتماد كل دولة على الدول الأخرى.

وقال سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إنه يمكن للمناطق الإقليمية أن تضرب المثل هنا، مع الدعوة الصريحة والصادقة لفوائد تعددية الأطراف والاعتماد المتبادل على المستوى الإقليمي، مشيرًا إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط، ذات التفكير المماثل يمكن أن تضع رؤية واضحة وطموحة وواقعية حول كيفية قيام هذا التعاون لإحلال السلام والازدهار بالاعتماد على تجربة المناطق الأخرى لتحديد مؤسسات وأطر وشبكات التعاون والاعتماد المتبادل، والتأكيد على الفوائد التي ستجنيها الدول على حدة والمنطقة بشكل عام.

وأشار إلى أهمية وضوح الفوائد المنشودة أمام الدول، وأن تكون العضوية في هذا التجمع مشروطة باحترام مبادئ وقيم معينة، لتصبح دافعًا للدول بأن تكون طرفًا فاعلاً في بناء الثقة والتعاون اللازم للوصول إلى أمن حقيقي ورخاء دائم.

وقال إن التعاون الإقليمي الفعال هو عنصر أساسي في التعددية، وهو ما نص عليه الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة الذي نحتفل به اليوم، معربًا عن اقتناعه بأن التعددية لا يمكن أن تنجح إذا كان هناك فراغ بين الدول الفردية والهيئات العالمية، الأمر الذي يؤكد أن الجانب الإقليمي أمر حيوي ويمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في التغلب على تحديات تعددية الأطراف.