العدد 4243
الأربعاء 27 مايو 2020
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
التعايش... المرحلة الأخيرة من المُواجهة!
الأربعاء 27 مايو 2020

أشرقت الوجوه، وانتعشت الأنفس بعد السماح بعودة الكثير من الأنشطة، وإنْ كانت عن بعد، وإنْ كانت من وراء حجاب أو قناع، وإنْ كانت مع كثير من المعقمات والاحترازات! مع واقع على الأرض يشي بانتشار حالات الإصابة، لا تقلصها أو نكوصها! والمطلوب الآن: أن نتعايش! فماذا تحمل هذه الكلمة/ المفردة من دلالات أو إشارات؟ لا شك أنها تُوصل لنا الآتي: ان الفيروس غريب، نعم، لكنه حلّ بيننا، واستفحل وانتشر. أصاب بعضنا؛ فصدمنا، وأثناءها فهمنا – نسبيًا – طبيعته، وتابعنا ما دار حوله من لغط – على مستوى العالم - لم يتوقف حتى الآن! فماذا يعني أن نُوّجّه إلى التعايش معه: سوى التقبّل، والسماح، والتأقلم، وعدم الإنكار أو الرفض، والتعاطي بإيجابية مطلقة.

المطلوب منا الآن أن نتعامل معه بأريحية شديدة، فإذا نزل بنا أحسنّا وِفادته، وأكرمناه بالقبول، والعلاج، وكأي مرض سيمرّ وتنقضي مدته، وتنتهي القصة عند هذا الحد! (وبس!) قد يظن أحدكم أنها ردة فعل استسلامية خاضعة، كما شِيع أو انتشر عند البعض، إننا نجده – ونحن نتابع كغيرنا ما يجري في العالم، خصوصا على المستوى الطبي أو الصحي – نجده تعاطيًا ذكيًا، في ظل كثير من الغموض والضبايبة، حول الفيروس، ومدته، وأسبابه. لقد تعاطت مملكة البحرين – والبحرين من الدول القلائل التي انتهجت أسلوب التخفيف هذه الفترة ولاسيما خليجيًا – بواقعية؛ فأصحاب القرار والمسؤولون عايشوا الحدث أولا بأول، في المحاجر، والمستشفيات، وتابعوا الحالات، وجرّبوا أكثر من طريقة، ووسيلة، وكان أنْ انتهوا إلى أن الحل الأنجع – في المرحلة الحالية - هو السماح لهذا الفيروس أن ينتهي بهدوء.

هناك نقطة مهمة جدا، تلت هذا القرار بالتعايش؛ هي الحالة النفسية العالية، التي نراها سادت، وتزامنت مع فرحة الناس بالعيد؛ فالغالبية منا تعيش انتعاش الإحساس بالتخفيف، ولو بشكل بسيط، وهو ما انعكس على سلوك الجميع بشكل إيجابي طيب. هذا ما نحتاج إليه بالفعل: المعنويات المرتفعة، أليست هي ما يرفع المناعة، ويقاوم الأمراض؟! كم نفتقدها في ظل عالم ينشر الأزمات تِباعًا، واحدة بعد أخرى، ويخرج علينا بصدمات لا تنتهي! لعلنّي أصف التعاطي الحالي لأزمة كورونا في البحرين، بالتعاطي النفسي، وهي المرحلة الأخيرة، من المواجهة، والتي سننتظر – بتفاؤل - أن تنقضي بسلام؛ لتحل إثرها مرحلة الإعلان الأخير: مملكة البحرين (الحالة صفر)! وستحلّ، وإنّا لمترقبون، وإن غدًا لناظره لقريب، وقريب جدًا. اللهم يا رب آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .