لا تزال أصداء الأيام الإنسانية في شهر مايو لصاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه حاضرة في المجتمع البحريني، وتأثيرها عميق جدا في حياة الإنسان البحريني المحترم بكل أطيافه ونماذجه العملية؛ فيوم خرج للصحافة يؤصل إرثًا تاريخيًّا متفردًا في المنطقة والوطن العربي منذ أن بدأ في ظل الرعيل الأول للقيادات، ويؤكد مساهمة منارات الصحافة والإعلام قديما وحديثا في بناء الدولة العصرية الحديثة وما تعنيه بدولة المؤسسات الرتيبة، التي أرست ثوابتها الحكمة التي تقودها الرموز الثلاثة الكريمة.
ويوم مشهود بقمة عطاء الضمير تجلت فيه الإنسانية لزرع الأمن والأمان لفئات مستفيدة من الخدمات الإسكانية، والتأجيل لدفع المستحقات عليها لستة أشهر جراء الوضع الاقتصادي بسبب جائحة وباء الكورونا، ويوم قُرِّرَ فيه وقف التحصيل لثلاثة أشهر لمنتفعي المحلات التجارية المملوكة لبنك الإسكان لذات السبب الوبائي، ويوم خَفِيٌّ متكرر وروحي إنساني للضمير في حياة الأمير، لا تعلم فيه اليد اليمنى ما تصنع اليسرى من خير، ولا اليسرى تعلم ما تصنع اليمنى من طاعة لوجه الله عز وجل.
ومرور “اليوم العالمي لحرية الصحافة” في الثالث (3) من مايو لم يكن مرورا طبيعيا ولا عرضيا، بل كان حدثا مؤرخا في المجتمع البحريني وفي ظل القيادتين الكريمتين، اللتين أعطتا الثقة والأمان الإنساني في حرية الصحافة في رسائل صادقة منهما بهذه المناسبة، وقد استمد منه “يوم الصحافة البحرينية” في السابع (7) من مايو كمالاً إنسانيا، والذي وجه بتأسيسه صاحب الجلالة الملك المفدى، وما تبلور من خلاله من تقدير في “جائزة خليفة بن سلمان للصحافة”؛ يُعد رمزا روحيا احتفاليا وطنيا يعزز مكانة السلك الصحفي والإعلامي في قلب القيادتين الكريميتن.
واحتفالية هذا العام العالمية وبعنوان “مزاولة الصحافة دون خوف أو محاباة” تعني الكثير في مضمونها الذي تحتاجه بالفعل الصحافة، التي تمر هذه الأيام بتحديات وصعوبات في ظل جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وما يتضمنه العنوان من مغزى بالنسبة للإنسانية والشفافية والصدق والحرية والأمان في النقل والطرح والتحليل وتفنيد التضليل والتسويف والتشويه للحقائق.
فحضور الضمير الذي أحياه سمو الأمير حفظه الله في الأيام العالمية والإنسانية ومنها “الصحافة” واقع حقيقي، لأن أهداف الأيام العالمية تصب في الحقوق الإنسانية ومصلحة الشعوب على الأرض وحمايتها من الانتهاكات، والضمير في يوم الصحافة يمثل روح الحماية والرعاية لهذه المهنة الشريفة وممارسيها من التعرض والإهانة والعنف والإرهاب. ومساواة الجنسين في كل الأمور المهنية الصحفية مطلب إنساني حيوي يتجلى فيه الضمير بكل معانيه، ويدفع بكل الإمكانات لتحقيق المساواة المستحقة لكليهما.
وجائزة سموه حفظه الله للتنمية المستدامة وأهدافها التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2016، فيها الكثير ما يهم الصحافة والإعلام، بل جميعها لأجل المتابعة المستمرة والتحديث ونقل الصورة الحقيقة للانجاز من عدمه بشفافية نحو التصحيح والتطوير.
وهناك ثلاثة أهداف من سبعة عشر هدفا للتنمية المستدامة معنية مباشرة بمهنة الصحافة والإعلام، وما ورد في اليوم العالمي لحرية الصحافة من مواضيع تؤكدها عناوين ومضامين الثلاثة أهداف وهي؛ الهدف الخامس “المساواة بين الجنسين”، والهدف العاشر “الحد من أوجه عدم المساواة” والهدف السادس عشر “السلام والعدالة والمؤسسات القوية”.
تلك هي الأيادي السخية الكريمة والروح العظيمة التي يمثل فيها الضمير لسمو الأمير القبضة المتماسكة التي تُطَوِّق بشدة القرارات والرسائل ومخرجات الأيام الإنسانية لمصلحة الإنسانية، لأجل العيش الرغيد وجودة الحياة الكريمة والسلم والتعايش والمحبة والأمن والأمان المعيشي، التي هي من صلب التوجهات السامية والاستراتيجيات الوطنية لمستقبل زاهر للمملكة ومواطنيها.