العدد 4216
الخميس 30 أبريل 2020
banner
أنقذوا المكتبة العربية من الترهات وتضليل دور النشر
الخميس 30 أبريل 2020

عطفا على عمودنا “روايات الشر وبريق الإغراء واليد الفاسدة”، دار حديث مطول بيني وبين الزميل وأستاذي الروائي أحمد جمعة الذي يرى “أن دور النشر العربية محتالة تبتز الشباب وتسرقهم، وتضيع فرصا لهم، وتلك الدور لا تهتم بشيء مادامت تقبض من هؤلاء مقابل نشر ترهاتهم”، وهذه الإشكالية التي يعاني منها وطننا العربي تدفعنا إلى التفكير من جديد في بث الروح والحياة في “الثقافة” ورسالة الفكر والأدب قبل أن نجدها ممددة فوق ضريح بعض دور النشر، وهذا لن يكون إلا بوجود ثورة ثقافية، ذلك أن الثقافة لا تقل عن السياسة والنظم الاقتصادية أثرا في حياة الشعوب وسير العالم، والمثقفون لا يقلون، أو هم على الأصح يفوقون رجال السياسة والاقتصاد في التأثير على المجتمعات وتوجيهها نحو الأسعد من مستقبلها أو نحو الأشقی، لذلك فالثقافة بحاجة إلى عمل جديد لا يتسم بهدوء الفيلسوف ورزانة العالم وبطء المفكر وفردية الباحث وانطوائية الأديب، لكنه يتسم بالجرأة والتجديد، عمل جماعي لحفظ تراث الإنسانية ووضع أصول وقواعد ومواثيق كمواثيق حقوق الإنسان والأصول والقواعد التي أفضت إليها تسير على هديها الثقافة فلا تكون أداة للتخريب ولا وسيلة للاستغلال والاستعباد، ولا أداة من أدوات تضليل المجتمعات والشعوب.

الثقافة يجب أن تكون ملتزمة مع الإنسانية، تعمل للسمو بالعلم والفكر، كما تعمل للسمو بالخلق الإنساني في معناه الأعم، فلا تكون ثقافة بدون خلق لتنغمر في عالم السلبية الذي يفضي إلى اليأس من الفكر والعلم بعد أن كانا أمل الإنسانية.

 

ما تفعله بعض دور النشر العربية في نشر الترهات هو الانحراف بعينه الذي يسلك بالفنون والآداب سبيل الضلال، ولابد من وقفة مسؤولة من الجهات، ولجان تقيم مادة كتب الشباب قبل نشرها، وإلا ستكون المكتبة العربية بعد سنوات مثل الشجر الشاحب الغارق في الصمت الطويل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .