العدد 4215
الأربعاء 29 أبريل 2020
banner
“جنازة الدراز”... عصيان الأوامر وموت الحس الوطني
الأربعاء 29 أبريل 2020

في مشهد يذكرنا بعصيان الأوامر والعناد والاستهتار وموت الحس الوطني، انتشر مقطع فيديو لعشرات الأشخاص خلال تشييع جنازة في مقبرة الدراز، ضاربين بعرض الحائط الجهود الوطنية لمكافحة فيروس كورونا واتباع تدابير التباعد الاجتماعي بما يحفظ صحة وسلامة الجميع، في تحد صارخ لقوانين الدولة والإخلال بميزان سلامة المجتمع، ففي الوقت الذي قام فيه الكثير من المواطنين بتعطيل مراسم العزاء واستقبال التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط، لتجنب المخالطة واتباع الإجراءات الاحترازية الوقائية، يقوم هؤلاء الأشخاص وبتعمد بارتكاب أكبر خطيئة تضر بالناس والمجتمع وسلامته.

قبل أيام قليلة فقط كتبت في هذه الزاوية “أهم كلمة يتم تردديها في كل المجتمعات اليوم هي الالتزام لمحاربة فايروس كورونا، والخروج بأقل الخسائر، وهذا يعني أن الفرد هو المسؤول الأول والأخير عن صحة المجتمع بأكمله، وباجتهاده ستتحقق المعادلة. إذا التزامنا سلاح فتاك في حربنا ضد وباء كورونا، ونجاح أية خطة لمكافحة الوباء يعود في النهاية لمدى التزام الأفراد بأدوارهم، مثل ممارسة التباعد الاجتماعي، ولن تنجح أية دولة مهما كانت إمكانياتها في أداء المهمة بدون تعاون من الأفراد”. لكن يبدو أن هناك فئة من الناس لا تعترف بوجود الآخرين واحترامهم وبعيدة عن معايير السلوك الإنساني وهذه من أخطر المشاكل التي تعاني منها المجتمعات.

السؤال الذي يحمل المراثي ورياح الظلام.. لماذا كسر هؤلاء القانون وتعمدوا الخروج في أعداد، هل من أجل نشر الوباء بشكل مباشر أم ماذا؟ هل لأنهم لا يعرفون التكيف مع القوانين والأنظمة وكل ما تفرضه الدولة من إجراءات وتدابير وقائية. السيارة يوقفها الضوء الأحمر، والمواطن يوقفه القانون واتباع التعليمات، ولا يوجد أي تفسير لهذا الخطأ والجرم إلا “بعصيان الأوامر” وطالما هناك من يعرض حياة المواطنين للخطر ويهدد حياتهم بنية مسبقة، فيجب أن تتخذ الإجراءات القانونية ضده، إذ لا يعقل أن الدولة والمواطنين يقومون بجهد مضاعف لتجاوز أزمة الوباء، ثم تخرج مجموعة مستهترة بعمل غير مسؤول وضد المجتمع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .