العدد 4215
الأربعاء 29 أبريل 2020
banner
رائد البصري
رائد البصري
مفهوم التسويق الوردي
الأربعاء 29 أبريل 2020

التسويق الوردي PANK- MARKTINING ويعنى بكافة الأنشطة التسويقية التي تقوم بها الشركة التجارية عندما تستهدف بمنتجاتها شريحة الإناث وتقوم بها من خلال الأنشطة التي تركز على جميع الوسائل بغرض معرفة سلوكها الشرائي والعمل على ما يناسب المرأة وطريقة تفكيرها لتلبية رغباتها وحاجاتها.

ويتم تعديل المزيج التسويقي ليلائم المرأة بدءًا من المنتج وتصميمه وتغليفه مروراً بأسلوب التسعير وطرق الترويج المناسبة واستخدام القنوات الإعلانية والرسالة المصممة خصيصاً لمخاطبة المرأة. ونظرا لاختلاف الطبيعة النفسية للمرأة عن الرجل تختلف معها دوافع الشراء واتخاذ القرار والسلوك الشرائي عامة وكل ما قد يكون مؤثرا في المرأة، لذا أولت الشركات اهتماماً كبيراً للتسويق الوردي لأن النسبة الكبرى من الإنفاق الشرائي تكون من قبل المرأة لا الرجل مما يجعلها تتجلى عن كثب من خلال تصميم المنتجات وخصائصها وتغليفها من لون وشكل وأحجام وسعر وطرق إعلان وتصاميم وأساليب ترويج وحتى طريقة الاستماع لملاحظات وأفكار الزبائن بخصوص العنصر النسائي.وقد لا يقتصر التسويق الوردي على بيع المنتجات للمرأة بل يشمل المنتجات الموجهة للرجل عندما تكون المرأة مؤثراً كبيراً في القرار الشرائي وكذلك منتجات الأطفال وغيرها وما يختص بشئون العائلة كونها هي صاحب القرار الشرائي، لذلك لا يعني التسويق الوردي استخدام اللون الوردي في التصميم المنتج والإعلانات فحسب فهذا خطأ شائع.

فالمرأة هي المسئولة عن المنزل وعن الأسرة وعن الأطفال وعن كبار السن في بعض الأحيان، لذا ليس بمستغرب أن تكون هي صانعة القرار في الكثير من عمليات الشراء، وهذا هو السبب الذي من أجله ظهر مصطلح “التسويق الوردي Pink Marketing” أو “التسويق إلى المرأة”.

وتشير بيانات متعددة سيطرة المرأة على الإنفاق، من نظيرها الرجل، وعلى عكس الصورة النمطية الشائعة عن النساء أنهن مهتمات بشراء السلع الترفيهية كمستحضرات التجميل والملابس، إنما أظهرت الإحصائيات أن المرأة صاحبة النصيب الأكبر في عمليات شراء الكثير من السلع الهامة كالمنازل والحواسيب والعناية الصحية والسيارات والخدمات البنكية والأغذية والسفر.

وقد بدأ المفهوم يؤتي ثماره استناداً على إحصائيات كثيرة راقبت سلوكيات المرأة في الشراء والتسوق. وتشير الأرقام أن 85 % من العمليات الشرائية حول العالم تقوم بها نساء وتساهم في الإنفاق الاستهلاكي والتجاري وتنفق النساء حوالي 200 مليار دولار سنوياً أو أكثر على شراء السيارات الجديدة وخدمات الصيانة المرافقة لها بالإضافة إلى 58 % من المنتجات والسلع المختلفة منها ما يتعلق بالأثاث والديكور والإكسسوارات المنزلية وتزداد عمليات الشراء على الشبكة العنكبوتية ومن خلال المتاجر الإفتراضية. وعلى الصعيد المحلي تشير آخر الاحصائيات الصادرة عن (مصرف البحرين المركزي) أن النساء أكثر من الرجال استخداماً للبطاقات الائتمانية في عمليات الشراء مما يعزز القوة الشرائية للمرأة ومما يؤكد تنامي “مفهوم التسويق الوردي”. وبالرغم من جميع ما ذكر سابقاً فإن ما يقارب من 91 % من السيدات في أنحاء المعمورة يشتكين من أن المعلنين والمسوقين لا يفهمونهن ولا يعرفون أذواقهن!. فماذا لو استمع المعلنون والتجار على حد سواء للنساء وصغوا لهن جيداً، فكيف إذاً ستكون النتيجة أو المحصلة النهائية للمبيعات؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية