العدد 4208
الأربعاء 22 أبريل 2020
banner
رائد البصري
رائد البصري
أهل البحرين فيهم الخير
الأربعاء 22 أبريل 2020

قبل 6 أشهر فقط لو أخبرك أحدهم أنك سترى الناس في الدول التي صعدت إلى القمر تتقاتل على المناديل والكمامات الوقائية في المتاجر، وسترى الدول الأوروبية تسطو على السفن المحملة بالأقنعة والكحول والمساحيق الطبية، وستشاهد رئيس أكبر دولة في العالم، صاحب سياسة إغلاق الحدود وبناء جدران يطلب المساعدة من بقية الدول، وستجد من كان يظن أنه يستطيع السفر للعلاج في أي مكان بالخارج لا يدري أين يذهب الآن، وأن ملايين البشر يقبعون في بيوتهم، ولا يستطيعون الخروج منها، إذ عُلقت صلاة الجمعة وصلاة الجنازة أصبحت فقط في المقابر، وأن جميع دوريات العالم والحفلات والمؤتمرات والرحلات قد ألغيت، وأن أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي أهم من ترسانات الحروب، فهل كنت ستصدقه؟ فكيف تحولت الأنشطة المتعلقة بخطوط الإنتاج للشركات العالمية الكبرى، التي تحمل علامات وماركات معروفة مثل سيارات مرسيدس وجنرال موتور الشهيرتين إلى إنتاج أجهزة التنفس، ودور الأزياء الشهيرة إلى صناعة ألبسة وقاية للكوادر الطبية، وشركات شرب الكحول والعطور حولت منتجاتها إلى سوائل معقمات صحية. أما شركة آبل لصناعة الأجهزة الإلكترونية، فحولت إنتاجها إلى كمامات طبية، حسب احتياجات قطاعات الصحة في تلك البلدان وللضرورة الإنسانية الملحة، التي طغت على الجوانب الحياتية للبشر بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا وللمساعدة في تقليل الإضرار الناجمة عنه.

وهنا في البحرين انطلقت “حملة فينا خير” التي دشنها صاحب السمو الشيخ ناصر رئيس المؤسسة الملكية لأعمال الإنسانية بمبلغ سخي قدره مليون دينار، وكما قال سمو الشيخ ناصر، الهدف من الحملة دعم الجهود الوطنية لمكافحة الوباء، والعمل المطلوب اليوم هو وقفة تضامنية تجاه الوطن، ورد الدين الجميل للبحرين ولو بمساهمة متواضعة. نعم الحكومة لم تقصر مع الشركات والبنوك والمؤسسات وحتى الأفراد، من حيث الدعم المادي والتسهيلات والإعفاءات من خلال عدة مبادرات في الأيام الماضية، ولأن ليس مطلوب هذه المؤسسات اليوم صنع أجهزة تنفس ولا معقمات نظافة شخصية ولا بدلات طبية مثل ما فعلته الدول الأخرى، وإنما الأهم هو التحول من المشاهدة العقيمة إلى المشاركة الفاعلة والإسهام في إنجاح حملة “فينا خير” من خلال التبرع والمساهمة في الجهود الوطنية لمكافحة الوباء العالمي ودعم الأسر المتضررة من الجائحة. فعندما تشاهد عبر قنوات التواصل باعة الأسماك البسطاء في فرشاتهم يبادرون ويتفاعلون مع الحملة ويتبرعون بمد دخلهم اليومي للحملة بصوره معبرة هي أقل ما يقدمه الشباب البحريني المخلص والغيور وأبناء البحرين الواعين  في الظروف الراهنة التي يعيشها الوطن، تدرك أن المملكة على خير.

إن اجتيازنا جميعا هذه المحنة بأقل الخسائر الممكنة، سنكون نحن الرابحون ولا مكان للتراجع. نعم حقا إن أهل البحرين فيهم الخير والخير الكثير، والبحرين تستاهل.

معلومات مهمة تخص تحمل القطاع الصحي لعبء مكافحة كورونا:

تكلفة الفحص المختبري للأفراد 148 دب.

التكلفة السريرية للمعالجة المصاب لليوم الواحد 130 دب.

تكلفة اليوم الواحد للمصاب في العناية المركزة 800 دب.

(المصدر:  وزارة الصحة البحرين) .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .