العدد 4212
الأحد 26 أبريل 2020
banner
تفاءلوا بالخير في شهر الخير
الأحد 26 أبريل 2020

أهلا وسهلا بشهر الخير والبركة، شهر رمضان الكريم، فشهر رمضان عبادة للرب وتجارة للعبد، يكسب الإنسان منه الثواب والأجر، أجر معنوي ومادي، ويتم التهيؤ له بالزينات وشراء ما يستلزم من احتياجات، وبصدق الإرادة والعزيمة لتعظيم شعائر الله تعالى.

نستقبل شهر رمضان وقد ابتلي العالم وشعوبه ببلاء الكورونا الذي قضى على الكثير من البشر، وأجلس آخرين في بيوتهم، وأقفل العديد من المؤسسات والمعامل، وجعل من مؤشر الخسائر في تصاعد بدون توقف متحديًا تكنولوجيا الصحة وتقنياتها، وكيف يقضي المسلمون أوقاتهم العبادية في هذا الشهر الفضيل وقد أفتى المشايخ والمفتون في البلدان الإسلامية بالتزام أداء الفرائض في البيوت وذلك احترازًا من عدوى كورونا، ولن يختلف أداء الفريضة في البيت أو في المسجد، فالأهم هو قبول هذه الفرائض أداء وتوجها، لا شكلًا ومكانًا. إن ظروف هذا العام تختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة، والفرائض ليست أداء وتوجها فقط، فلها معان يجب على القائم أن يتعلم منها ويسمو بتحقيق أهدافها.

إن في شهر رمضان نفحة من الجَلال القُدسي وقَبَس من الجمال الإلهي على المسلم أن يرتقي إلى درجته، ويستشعر لذائذ حِس الصيام، ففي الصيام مُثل نبيلة رفيعة، والصيام توجه تربوي يُنير طريق الإنسان واحترام ما خُلق لأجله، ويجعله كائنا ذا أدبٍ كريم وخُلقٍ رحيم، ويعصمه من الزلل ويقيه من الخطأ، والصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب والشهوة، بل هو مدرسة ودروس قيَّمة مليئة بالحِكم والعظات، وامتحان للقلب والبدن والمال، ففيه يتساوى الغني والفقير في وقت الصيام والإفطار، وهو منهج لتعاضد الغني مع الفقير ورعاية المحتاجين ومواساة العاجزين، بعيدًا عن الأثرة والأنانية.

وقد جعل الله تعالى الصيام علاجًا للأمراض في كل زمان ومكان، ولن يستطيع الكوفيد أن يمنع إشراق نور رمضان علينا، فكما أن رمضان يَعصمنا من الأخطاء فكذلك التباعد الاجتماعي يُبعد عنا العدوى ويجعلنا سالمين من هذا الداء، وأن لا نجعل الكوفيد يبعدنا عن الصفاء الروحي وسمو النقاء في شهر رمضان، فتفاءلوا بالخير في شهر الخير، وكل عام وجمعينا بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .