العدد 4211
السبت 25 أبريل 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أبواق العثمانيين
السبت 25 أبريل 2020

أغلقت الرياض مؤخرا موقع وكالة أنباء الأناضول التركية، وهو شيء متوقع، لكن لابد من القول إن إغلاق الموقع جاء كرسالة تتدرج حتى تصل إلى درجة قطع العلاقات، في حال أن هذه الدولة المعادية لم تنته من سياستها المضادة للبلد.

فوكالة أنباء الأناضول تعتبر أسوأ وكالة أنباء إسلامية أساءت لنا كعرب مسلمين، وتعتبر أسوأ موقع إخباري عمل على تفتيت الوحدة بين الدول العربية والمجتمع العربي وشرائحه، تحت مسميات درجت قناة الجزيرة وأختها قناة العالم على استخدامها كحرية التعبير والديمقراطية والرأي الحر والصحافة الاستقصائية وغيرها من المصطلحات والمسميات التي تستخدمها، كما أنها تعتبر أسوأ وكالة أنباء في نقل المصداقية والحقيقة المجردة. فمثلا، بخصوص مقتل ما يسمى بالصحافي السعودي جمال خاشقجي، فإنه من الممكن أن نرى الكذب والتدليس والفبركات والحملات السياسية والإعلامية التي رسمتها الإدارة العثمانية وسياسة 96 القطرية للنيل من السعودية والتحريض ضدها، كون هذه القنوات ليست قنوات رسمية تركية. بمعنى أنها تستخدم هذه القنوات للاستمرار بسياسة استهداف الرياض، لكن من دون أن يقول أحد إن الإدارتين هما من تديران هذه الحملات، طبعا من خلال الادعاء بأن هذه القنوات والصحف غير رسمية ولا تخضع رسميا للإدارة التركية وإدارة 96 القطرية.

لكن أن تقوم وكالة أنباء الأناضول الرسمية بتدشين حملات سياسية وإعلامية ضد السعودية بشكل يفوق ما تقوم به بقية المواقع والصحف التابعة بشكل غير مباشر للإدارتين، وتعمل على التدخل السافر بالشؤون العربية وتزييف الحقائق، بشكل أقذر وأسوأ مما تقوم به وكالات الأنباء والأبواق التابعة للدول الديكتاتورية، فهذا ما لا يجب أبدا السكوت عليه، وأمر حسن ذاك الذي فعلته الرياض بهذه الخطوة.

يبدو أن الإدارة التركية لم تتعظ من هزائمها أمام العرب المسلمين، فكما أنهينا حلم الاحتلال العثماني القذر من مخيلة فرعون تركيا، سنرغمه أيضا على خسارة مكانته وتاريخه السياسي بالقريب العاجل، فنحن العرب المسلمون أيها العثمانيون أصحاب حضارة وتاريخ وهوية وعزة وكبرياء ولسنا من الإخوان المسلمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية