العدد 4207
الثلاثاء 21 أبريل 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
كورونا إعلامية
الثلاثاء 21 أبريل 2020

منذ أن ضربت جائحة كورونا العالم أجمع، والكل تفاعل معها كل حسب مجاله وتخصصه، فمنظمة الصحة العالمية بدأت، وإن كانت متأخرة بعض الشيء، بالتحذير من هذا المرض الخطير وسبل الوقاية منه، وأصبحت تعقد المؤتمرات اليومية للتعليق وإصدار البيانات المحدثة بخصوص هذا الشأن، كذلك السلطات الصحية بكل البلدان، قامت بتشكيل خلايا أزمة لمحاصرة هذا المرض والتعامل مع المصابين ومعالجتهم، ووزارات الخارجية خصوصا بالدول الخليجية وبعض الدول العربية، بدأت بإجلاء مواطنيها من الخارج، حرصا منها على أن تبعدهم عن بؤر المرض، وحتى تضمن سلامتهم داخل بلدانهم، كذلك قامت السلطات الأمنية بتطبيق الحظر وإغلاق أماكن التجمعات حرصا منها على عدم تفشي المرض.

وكان للإعلام بكل دول العالم دور كبير في متابعة كل تطورات المرض، بما فيها التقارير الإخبارية الخاصة بالحالات المصابة والمتوفاة، واللقاءات مع المسؤولين الصحيين والأطباء، لتقديم صور واضحة عن المرض للمشاهدين والمتابعين، وكان جل اهتمام وسائل الإعلام هذه وتركيزها، منصبا على المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لوسائل الإعلام في المساهمة في القضاء على هذا المرض، بعيدا عن أية اعتبارات سياسية أو آيديولوجية، فالمرض حصد أرواح الناس من دون تفريق بين دولة ودين وجنس ومعتنقي آيديولوجيات.

لكن إعلام التحالف الشعوبي (الصفوي- العثماني المدعوم من سياسة 96 القطرية)، لاحظ عزيزي القارئ استخدامنا مصطلح سياسة 96 القطرية وليس شعب قطر، حيث نؤكد رفضنا السياسة القطرية وليس لأهلنا “شعب قطر”، فهذا الإعلام الشعوبي وخصوصا قنوات “الجزيرة” و”العالم” و”ترك تي في”، بالإضافة إلى الوكالة الرسمية، هذا الإعلام مازال يشعر بأن معركته لإسقاط البلاد العربية بأيدي الصفويين والعثمانيين وسياسة 96 القطرية مستمرة، ولا يريد أن يتخلى عن هذه المعركة إلا بتحقيق حلمه الشعوبي. فالأخبار التي تركز على الحالات المصابة والمتوفاة بدول التحالف العربي الرباعي، والتقارير المليئة بالعبارات الكاذبة والمشككة بجودة التطبيقات الصحية في محاصرة كورونا بهذه الدول تكاد تكون يومية، بينما يتم تجاهل الأعداد المخيفة التي تصاب بها دول هذا الإعلام الشعوبي الثلاثي، وهنا الفرق بين عالم متحضر إنساني يتوحد ضد كورونا، وبين شرذمة هي نفسها كورونا ضد العروبة والإسلام والإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية