+A
A-

عدد من المظاهر سيفتقدها البحرينيين في رمضان

بحكم الظروف والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد، سيكون رمضان هذا العام مختلفا عن السنوات الماضية، حيث سنفتقد إلى عدد من أهم مظاهر الشهر الفضيل في مملكتنا العزيزة، وهي "صلاة التراويح" و "المجالس الرمضانية" و "صلاة ليلة القدر" و"الغبقات"، "القرقاعون" وغيرها من المظاهر التي أعتدنا عليها في الشهر الفضيل.

فمساجد البحرين تكون عامرة بالمصلين، والناس تستقبل رمضان بنفوس يغمرها الايمان ويسودها الحب، ولصلاة التراويح ميزة خاصة، فجميع المساجد تمتلئ عن بكرة أبيها بالمصلين، حيث الاجتماع والوحدة وسماع القرآن، وللتراويح ثواب عظيم، وكذلك صلاة "ليلة القدر" في العشر الاواخر من شهر رمضان، ففي هذه الليلة يكثر الأجر والثواب والفضل والبركة.

أما " المجالس الرمضانية" في البحرين، فهي عنوانا للتلاحم والتكامل والوحدة الوطنية بأوسع معانيها ، وواحة جميلة تؤكد عمق الروابط التي تجمع بين القيادة والشعب ومن التقاليد الوطنية العريقة، ومدرسة وطنية كبرى يجتمع فيها رجال الفكر واصحاب الرأي والمواطنون ولقاءات متواصلة ومستمرة بين القيادة والشعب.

ويصف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه المجالس الرمضانية بالتالي :

(المجالس الرمضانية المباركة تمثل جانبًا مضيئًا من تراث مملكة البحرين يجب المحافظة عليها والعناية بها وترسيخ أهميتها وقيمتها في نفوس الشباب والأجيال الناشئة ، وذلك لما لها من دور في تعزيز روح الاخوة والمحبة والتآلف بين الجميع بما يعكس عراقة تاريخنا وأصالة ثقافتنا ويعزز روح الأسرة الواحدة بين ابناء الوطن الواحد)

ويقول صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه عن المجالس الرمضانية:

(للمجالس الرمضانية دور في تعميق الروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع، وبما تشكله من فرصة طيبة لتعزيز التفاهم وتبادل الآراء التي يمكن أن تسهم في خدمة الوطن. وشدد سموه على ضرورة الحفاظ على هذه المجالس لتعريف الشباب والأجيال الناشئة بما تمتلكه مملكة البحرين من تاريخ عريق).

ويقول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عن المجالس الرمضانية:

(إن في هذه اللقاءات الطيبة فرصة للتأكيد على سمات المجتمع البحريني وهويته الوطنية الجامعة التي تستلهم من سماحة الدين الإسلامي الحنيف ما يزيدها رسوخًا، فلشهر رمضان المبارك روحانيات تذكي الهمم نحو إعلاء القيم الإسلامية، ومنها التواصل والتراحم بين مختلف أبناء المجتمع)

والمظهر الثالث الذي أعتاد أهل البحرين على معايشته في شهر رمضان هي " الغبقات" والخيم الرمضانية التي تنتشر في كل مكان، ولعل " الغبقة" في الواقع لها اهتمام خاص عند الناس ويتسابق الأصدقاء في عمل " الغبقة" في البيوت والمجالس ومن أشهر الاطباق التي تقدم في " الغبقة" المحمر، على اعتبار ان الطلب على الأسماك في رمضان يكون اقل من الأيام العادية، ولا حاجة لشرح أهمية وفضل ليلة القدر في رمضان.

وهناك مظاهر أخرى أيضا سنفتقدها في رمضان هذا العام، كالزيارات والمسابقات الرياضية، وازدحام الأسواق والقرقاعون، ولكن نحن على يقين أن هذه الأيام العصيبة هي أشبه بالثلج، سرعان ما يذوب ويصبح ماءا مسكوبا، وستختفي وتزول "الكرونا" من حياتنا ويعود كل شيء إلى طبيعته، وسنستقبل الشهر الكريم، الشهر الذي انزل فيه نظام الحق، ومنهج العدل، وفرقان النور العام القادم بمختلف مظاهره الروحانية والاجتماعية الجميلة.​