+A
A-

موسيقى خليفة زيمان.. نظرية علمية تتغني بالحياة، وتمنح العالم لوننا الإنساني

موسيقى المايسترو خليفة زيمان كأنها الانوار القوية البيضاء التي تفيض بضوئها على الجليد، وكأن الجليد يعكس استضاءته على وجه السماء فتبدو في عمق الليل كسماء الفجر.. خليفة زيمان .. موسيقاك مسيرة نبيلة وتظاهرة حضارية تحفر في المستقبل آثارها الشامخة. موسيقاك طريق نحو عالم أکثر إنارة واحتضان للإنسان يشمخ فيه برأيه وكيانه، دون ادنی خوف من عسف او ارهاق او مستقبل مجهول.

 موسيقاك.. نظرية علمية مرشدة تتغني بالحياة، وتمنح العالم لوننا الانساني دون زيف. موسيقاك تجذبنا وتحقق التعاطف الكبير مع كل قضايا الانسانية، انها موسيقى والحان تحول الافكار "أفكارنا" إلى قوة مادية فعالة، انها بحق موسيقى تفسر لنا الحياة وتعيننا على كيفية مواجهة ازدواجها. من يستمع اليك لا يسمح لنفسه ابدا بترف الفزع، او التأزم، او اليأس، لأنك تقدم فلسفة صادقة معبرة، حيث عناصر الحياة والنماء يحتويها أمل لا يخبو.

البشرية كانت ولاتزال تواجه الآفاق الجديدة بخوف مبدئي، ولكنك تخطو الى خارج الخوف، ولهذا نستطيع أن نتبعك الى العالم المتسع الآفاق، انك فنان ذو أصالة وصدق، استطعت تجديد لغة الموسيقى بالاقتراب بها من المعين المخصب للغة الحياة اليومية.

موسیقاك حرية، والحرية دائما تهزم وتقتل "الفكر الرجعي" الذي يساوم على الحرية ويتآمر عليها، لأن هذه المساومة وهذا التآمر يديمان مصالحه وبقاءه .وان كان هناك تغيير للعالم، فموسیقاك هي التغيير، هي التي ستقضي على الحياة القديمة وتبني حياة جديدة، لأن الفنان والعالم كما تقول الكاتبة الامريكية "بیرل باك" يشتركان في اشیاء كثيرة، انهما شديدا الاعتزاز باستقلالهما، ويشتركان في العقل والخلاق، والرغبة الملحة الخالدة في الاستكشاف، ولعل الفنان يتقدم خطوة أبعد، لان هذه الرغبة لديه تمتد كذلك إلى الفهم، ومتى ما فهم، بدأ يفسر الانسانية، يفسرها حتى لنفسها.

كلما نستمع اليك نتذكر نقاء النغم الكوني المتناسق لـ" باخ"..موسيقى النيرفانا التي تتجاوز كل شيء او القوة الخالقة التي تحكم الكون فتترابط بها انفجارات الفوضى وتقلبات الانفعال وتستحيل الى نسق يقوم على موسيقى الضبط والتكامل، وهذه هي الروح التي تلهم البشر. كلما نستمع اليك نتذكر موسيقى " شوبان" والتغلب على ثلوج الوحشة وصخور العداوة، الموسيقى التي تحفزنا الى الوصول للصفاء والتحقق، للخلق والوفاء للسلام والتوافق، للتواصل الحميم بين الانسان والانسان، وبين الانسان والكون الغامض الذي تتقهقر حدوده باستمرار، يوما بعد يوم.

عندما نستمع اليك نتذكر عقائد " تشايكوفيسكي" وقوة موسيقى بحيرة البجع الخارقة،والنغة الشاعرية التي نلمسها من وصفة الطبيعة. فموسيقاك فيها خليطا من حرارة زهور الشمس المشرقة وانبساط الأرض وجمال الكون بخضرته الدائمة وجباله ووديانه.

ذات يوم كنت اقرأ قصة " بيريوك" لأيفان تورغنيف ، وشدتني هذه القصة وجعلتني أعيش احداثها وكل كلمة فيها، وفتحت " اليوتيوب" كنوع من الاسترخاء واستمعت الى فرقة " أجراس"،حينها استقبلت انجيل الروعة وميثاق الجمال، وتذكرت امطار فرقة أجراس وتلك الأيام المرصعة بجواهر العظمة، فأطلت الغياب عن القراءة ومتابعة احداث القصة واسلمت النفس الى بهجة أجراس واللون الذي يمتد من اغصانها، حتى سألتني قصة " بيريوك" عن السر الذي ابعدني عن قراءتها وتركها.

الالهام صفة خاصة يتمتع بها من كان لهم ناصية الموهبة وقدر العبقرية، وقائد الأوركسترا اثناء أدائه للعمل يحس من خلف ظهرة اذا كان فعلا علاقة تماس بين الموسيقيين وبين الجمهور في حالة العزف ،وهو يشعر أيضا اذا ما كان ثمة إحساس حقيقي يشعر به المتفرجون قبل عزف النوتة الأخيرة، وبهذه الصورة يكون العمل الموسيقى قد جاء الى العالم ليحتل مكانته الرفيعة، وبشكل ادق فإن الشيء النادر جدا يكون المعجرة الحقيقية، وموسيقى خليفة زيمان نادرة وانها فعلا لحظات لا تنسى ويمكن القول أيضا بأنها لحظات تاريخية عندما يشهد احد منا حفلا يقوده المايسترو خليفة زيمان، حيث ستظهر فجأة امام عينيه رؤى فنانين كبار وأسماء لامعة مثل مرافينسكي، ورودستيفنسكي،والحفل الأخير الذي اقامته هيئة البحرين للثقافة والاثار " ذاكرة التلفزيون" في شهر أغسطس الماضي، كان حفلا على درجة عالية من الروعة والجمال والعبقرية.

( سيرة ابهى خميلة في عالم الموسيقى)

  • التحق بالمعهد العالي للموسيقى العام 1980
  • " حاصل على الدبلوم العام 1983 قسم وتريات "كمان
  • حاصل على البكالوريوس العام 1987 قسم تأليف
  • عمل موسيقى تصويرية لكثير من الأعمال الدرامية منها:
  • الكلمة الطيبة، ناس من ناس، أخوة الشر، مواطن طيب، وغيرها من الأعمال.
  • له مساهمات كثيرة في كتابة الألحان لمسرح الطفل وأعمال موسيقية للمسرح التجريبي منها:
  • قرية الأحلام، لولو وسنجوب، بستان الكرز، الكمامة، سكوريال، الحلاج

قام بتوزيع أعمال غنائية عاطفية ووطنية لفنانين من البحرين والخليج، وشارك في الكثير من المهرجانات الدولية والمحلية منها: مهرجان الأغنية العربية لخمس سنوات ، مهرجان قرطاج الدولي "زمن الحجارة" مهرجان المسرح الدولي التجريبي بالقاهرة والاردن لسبع سنوات ،مهرجان أجراس الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، ، قام بتوزيع الكثير من اوبريتات حفل عيد العلم السنوي،- قام بتلحين أعمال غنائية لفنانين من البحرين،  قام بالأشراف على حفلات ومهرجانات فرقة أجراس. والقائمة تطول عن هذا المايسترو الفذ وعطاءه الموغل في جذور الأرض .​