نقول “شكراً” لوزارة التربية والتعليم لما تمّ إنجازه خلال الأيام القلائل الماضية على صعيد تفعيل البوابة التعليمية، حيث كان من المفترض أن تكون بنكا معلوماتيا تفاعليّا حيّا مؤثرا لأكثر من عقد من الزمان؛ لينهل من معينها المستهدفون من طلبة وأولياء أمور ومعنيين ومهتمين و... إلخ. هذا الإنجاز الذي استوجب علينا لُزوم الشكر للمُحسن، لم يكن ليتحقق بفائق السرعة هذه، لولا “هيجان” الشارع وضغوط أولياء الأمور وتوالي منابر الإعلام بشتى صوره وأنواعه، فضلاً عن جهود “الغالبية” من أكارم السلطة التشريعية في سبيل حصول أبنائنا وبناتنا على حقهم غير المنتقص من التعليم الذي ضمنه دستور البلاد في مادته الثانية التي تنصّ على أنّ “التعليم حقّ تكفله مملكة البحرين لجميع المواطنين”، وأكد عليه المنهاج الراسخ لقائد مسيرة النماء والعطاء صاحب الجلالة الملك المفدى في مُتَعَدّد خطاباته السامية في غير ذي مناسبة كريمة لأبنائه الطلبة بتأكيد جلالته “أنّ التعليم يأتي أولاً لتعزيز المسيرة التعليمية المباركة في بلدنا العزيز لمزيد من النهضة والرقي”، وتكرار مخاطبته الأبوية لهم “أيها الأبناء الأعزاء: إنّكم عماد المستقبل، وأمله، والأساس الذي ينطلق منه الوطن لعلو بنيانه ومنطلقاً لمستقبل أجياله”.
في ذات السياق تفصيلاً، بدأت وزارة التربية والتعليم مشكورة – وفق تصريحات أعلى مسؤوليها مؤخراً – في رفع إنتاجها من الدروس العلمية والإثراءات الإلكترونية والأنشطة المتنوعة عبر قناتها على موقع “اليوتيوب” وتوزيعها على مجموعة من القنوات الفرعية بعد تضمينها حصصاً متلفزة وخيارات إضافية متاحة عبر الموقع الإلكتروني والبوابة التعليمية بحسب الفصول الدراسية والمراحل التعليمية فنياً ومهنياً؛ ليتمكن أبناؤنا من مواصلة تلقي الخدمات التعليمية دون انقطاع، وجُلُّ ذلك يستوجب الثناء كما أسلفنا، فيما قِبَال ذلك، مُحَتّمٌ إدراك المعنيين الموقرين أنّ المنظومة التربويّة شديدة الحساسيّة لِما يجري حولها من متغيّرات وفق جملة عناصرها ممثلةً في الأهداف والمُحتوى وطرائق التدريس والمُتعلِّم والمُعلِّم، التي يُعتبَر الأخير فيها – أي المُعلِّم – ربّانها الذي يُعوّل عليه في البناء والتربية والإرشاد والتهذيب والتوجيه، والتفهّم للميول والطبائع، والتعرّف على الاستعدادات والخلفيّات، ومراعاة الفروق الفرديّة، فضلاً عن إشاعة الراحة والسكينة إثرَ الاحتكاك التفاعلي والمباشرة الحيّة بينهما واقعياً أو أقله افتراضياً.
نافلة:
في هذا الظرف الاستثنائي، لا مفرّ من اللحاق المتسارع لتوظيف الصفوف الافتراضية Virtual Lessons بمؤسساتنا التعليمية المختلفة التي أبقت المُعلِّم في موقعه ربّاناً، حتى أظهر نجاحاً مبهراً في دورة ذلك التوظيف الممنهج ببعض مدارسنا المحلية الخاصة، ورائداً مبتكراً في جعلها ثقافة رائجة بإحدى مؤسسات التعليم العالي العامة.