كيف تسيطر على...! أكثر العبارات شيوعًا، في الوقت الحاضر؛ فما إن تكتبونها على صفحة مستر (جوجل)؛ حتى تقودكم إلى عناوين، ما أنزل الله بها من سلطان؛ نتيجة كثرتها، وتفلّتها، وتنوع موضوعاتها: كيف تسيطر على العالم؟ كيف تسيطر على الرجل؟ المرأة؟ الحبيب؟ الانفعال؟ المرض؟ السحر؟ الكوارث؟ والكثير من الموضوعات التي تجد نفسك منجذبًا نحو قراءتها أو مشاهدتها؛ لأن لديك رغبة ظاهرة أو مكبوتة، في التحكم بالأشياء، أو الأشخاص، أو الظروف! ولا عجب؛ فالإنسان مخلوق مسؤول عن نفسه والمحيطين به، وعليه تقع تبعات لا حصر لها، تتطلب منه البحث عن أفضل سبل: الإدارة، والضبط، والرقابة، والتعديل، والتغيير، والتوجيه، والإرشاد، وغيرها.

من الجميل أن نبحث عن طرق السيطرة – أيًا كانت مواضيعها – لكن هذا التوجه السلوكي نحو السيطرة، ما لم يكن مسبوقًا بتقنيات أو آليات أو مُوجِّهات ما نرغب في السيطرة عليه؛ فإن وقوعه في الزمن الحاضر، أو المستقبلي القريب أشبه بالحتميّ أو المؤكد الحدوث! ماذا يعني هذا؟ يعني - ببساطة - أن تعالج ما تخشاه أو تهابه، أو ما يزعجك، قبل حدوثه؛ لأن مجرد حدوثه، سيرجعك في كل مرة إلى المربع الأول، أو نقطة الصفر، أو البحث الأول! ولن تنفعك كل برمجيات كيف تسيطر! كيف تسيطر هذه إنْ لم تتعلم منها: كيف توقف شرًا مقيتًا، قبل وقوعه، والحيلولة دون تكراره مستقبلا؛ فستبقى تحوم في الكلمات الرنانة فقط، التي لا تتجاوز دغدغة أذنيك! وهذا سيئ.

كل أجوبة: كيف تسيطر – في يقينياتي – منقوشة بحبر الوقت أو الزمن! إِنْ أردت أن تتجاوز رهبة امتحان – مثلا – فعليك أن تسبق كل حيثياته الزمنية؛ اسبق موعده؛ بالدرس والبحث. كن جاهزا.

كن أول الحاضرين إلى قاعاته، وهذا مهم (مليون)؛ فهو يمثل التهيئة النفسية، أو الروحية! عليك أن تسيطر على المكان، أن تتهيأ للضوء، والصوت، ودرجة الحرارة، والبرودة! عليك أن تعرف موقعك، والمحيطين بك، والمراقبين.