العدد 4149
الأحد 23 فبراير 2020
banner
طريق الحرير
الأحد 23 فبراير 2020

رغم مسافة البعد التي على قدرها، فإن روح التعافي، ومنسك التعاطي مع شؤون وشجون الدولة يتم الأخذ به ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه مازال في ألمانيا للمعايشة مع الاستشفاء، ورغم المسؤوليات الجسام التي يتطلبها موقفه القيادي، إلا أن سموه يقف على مسافة واحدة من جميع التحديات، من المشكلات والقضايا وسحابات الأجواء الرمادية.

قبل أيام قلائل وتواصلًا مع نشاط الأب الرئيس خارج الديار استقبل شفاه الله وعافاه مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، كما استقبل وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني.

كان وقع هذا اللقاء على المواطنين مطمئنًا، حيث كان سموه قد استقبل من قبل كبار المسؤولين في الدولة بدءًا من عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه وعدد من أفراد الأسرة الحاكمة الكريمة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، بالإضافة إلى رئيس وزراء دولة الكويت الشقيقة وعدد من المسؤولين الدوليين والأمميين، ما يشير إلى تمتع الرئيس القائد بموفور الصحة وتمام العافية.

إن هذه الزيارات الميمونة التي يستقبل خلالها خليفة بن سلمان محبيه تدل على أن هذا الوطن يعيش أجمل أيامه في الود والصفاء، في التواصل والتجرد واستعادة فصل تاريخي من فصول عاداتنا وتقاليدنا ووشائج صلاتنا، الطريق إلى ألمانيا يمكن أن ألقبه بـ “طريق الحرير” إلى الرئيس، بالخارطة التي لا تضل ريشتها، وبالبوصلة التي لا تجهل عقارب الساعة، الزمان والمكان وجهان لعملة وطنية واحدة، أحدها يكتب التاريخ، والآخر يوجه صاحبه، أحدها يستعين بالذاكرة الحديدية والثاني يسأل عندما يتوه بين الحنايا والثنايا والمفترقات.

إن الطريق إلى مقر الرئيس أصبح مكتظًا بقوافل السير التي ترغب في النهل من ذلك النهر الفياض بالحكمة، ومن تلك الموسوعة القيادية التي ملأها أبا علي ديمومة وحركة، إخلاصًا ووفاءً وصرامةً وإصرارًا، وجهان لعملة واحدة، لا يدل أي وجه منهما إلا على حقيقة ساطعة ناصعة، ولا يشير إلى أي حرف فيهما إلا إلى وجهة مفعمة بالصدق والوطنية واستلهام العبر والدروس من التجارب ومحاكاة الزمن.

إن الأب الرئيس رغم استراحة التعافي التي تتعانق واستراحة المحارب فإنه لا ينام إلا وقد اطمأن بأن أهل البحرين قد ناموا آمنين مطمئنين سالمين، وأن أحدًا فيهم لا يشكو إلا وقد استجاب سموه لشكواه، وأن أحدًا منهم لا يطلق صيحة إلا وكان سموه ملبيًا النداء واقفًا على الحقيقة، متعاطيًا مع مفرداتها، ومتعرفًا على مختلف تفاصيلها.

نجد سموه إلى جانب لقاءاته البروتوكولية الحميمية يصدر القرارات المُسيرة عن بعد، ويتعامل مع قضايا الشارع وكأنه قلب الشارع النابض، يمضي مع مواطنيه متفقدًا مشروع، أو واقفًا على مشكلة، أو متجليًا فيها مع بنيه.

حالة نادرة من القيادة التي لا تعرف الكلل أو الملل، تعمل وهي على الفراش، وتتجاسر ولو كانت خارج الديار، وتلبي رغم صعوبة المشاهد، ووعرة التضاريس.

خليفة بن سلمان حالة استثنائية في هذا الزمان، ولن أقول المكان حيث الحواجز وقد تضاءلت، والشواهق وقد تقزمت، والمسافات وقد ابتلعتها إرادة محارب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .