+A
A-

محاربة السرطان إيمان جابر للمرضى: كونوا أقوياء لتنتصروا على المرض

كانت أيام عيد وبهجة في العام 2012 حين اكتشفت محاربة السرطان المواطنة إيمان جابر إصابتها بسرطان الثدي، فكم هو صعب على الإنسان أن يكتشف مرضًا عضالًا والناس يحتفلون بأيام عيد سعيد؟! إلا أن تلك الأيام وتلك الذكرى وتلك اللحظات الصعبة، جعلت "إيمان" تواجه "الأمر الجلل" بإيمانها و"تجبر" كسر قلبها بالثقة في الله سبحانه وتعالى، لتبدأ العلاج بعد استئصال الجزء الأيمن وتمر بمراحل العلاج الكيماوي والإشعاعي، وحاربت السرطان بشجاعة.

القرار الصعب.. قرار المحاربة

لكن بعد مضي خمس سنوات من المحاربة، عاد المرض فداهمها مرة أخرى في الجزء الأيسر، ما يعني بالنسبة لإيمان أن الحرب يجب أن تستمر بذات القوة من الأمل والتفاؤل والتوكل على الله جل وعلا، وهنا تقول :" في لحظة من اللحظات، منذ اكتشاف المرض في مداهمته الأولى عام 2012، كنت في التاسعة والعشرين من العمر.. يشعر الإنسان بأنه أمام مرض خطير لا سيما حينما يقرر الأطباء استئصال جزء من جسده.. كنت أشعر بألم موجع في الصدر وإفرازات دم، وحين أجريت الفحص الطبي بمجمع السلمانية الطبي، اكتشفت إصابتي بالورم".

هو "شعور غريزي"

"لم أكن أعرف الكثير عن مرض السرطان، ولكنني كنت أعرف بأنه من الأمراض الخطيرة".. تضيف إيمان، لتستعيد تلك اللحظة مع الطبيبة المعالجة حين سألتها بعد قرار استئصال الثدي :"لدي ولله الحمد إبنتان تبلغان من العمر 11 و 12 عامًا، لكن مستقبلًا، حين أحمل وألد كيف سأرضع الأطفال؟ وكان ذلك من منطلق شعور غريزي بالطبع، لكنني بعد ذلك، سلمت أمري لله وقررت أن أكون قوية وأواصل حياتي مع زوجي وأسرتي وأحبتي".

ستنتصرون على المرض

ومشوار العلاج بالنسبة لإيمان كان صعبًا بلا شك، فبعد إجراء عملية الاستئصال في المرة الأولى، تابعت العلاج الكيماوي والإشعاعي، إلا أن الإصابة الثانية في الجزء الأيسر، جعلتها تأخذ جرعة العلاج الكيماوي لمرة واحدة، لماذا؟ تقول :"كان إحساسي الداخلي يمنحني القوة بألا حاجة لي للجرعات التالية، وأنني سأواصل حياتي بشكل طبيعي، ولهذا، فأنا أفرح كثيرًا حين ألتقى بمرض السرطان وأمنحهم جرعات إيجابية، فلا بد أن يكونوا أقوياء لينتصروا على المرض".

ليس نهاية العالم

وتوجه إيمان أهم رسالة في تجربتها بمحاربة مرض السرطان لكل المرضى والمصابين بالقول :"لابد من أن يكون الدعم النفسي من المرضى أنفسهم، حين يؤمنون بأن هذا المرض لن يقتلهم حين يواجهونه وأنه ليس نهاية العالم.. هذه أولى وأهم الخطوات لنجاح العلاج، ثم العلاج النفسي وهو مهم ليس لمرض السرطان فحسب بل لكل مريض، وأساسه الثقة بالله سبحانه وتعالى بمنحنا الشفاء وأننا سنكون أفضل من أي وقت مضى في حياتنا".

البسلم.. بالأمل والتفاؤل

وأسعد اللحظات بالنسبة لإيمان هي حين تشارك في تقديم الدعم للمرضى، وتتحدث معهم عن تجربتها، فهي تحرص على المشاركة في الفعاليات والأنشطة المخصصة لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى وذويهم، وتؤكد على ركن مهم وهو وجود الأهل، وخصوصًا الزوج والأبناء وأفراد العائلة والأصدقاء، فهؤلاء بالفعل، كالبلسم، يعين المرضى على المضي في حياتهم بشكل طبيعي وبشعور يأمل الروح بالتفاؤل.