توّج خبراء الاقتصاد الأميركيون أبهيجيت بانيرجي، إستير دوفلو، ومايكل كريمر، بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2019، بعد أن وضعوا نهجًا يهدف إلى مكافحة الفقر ساعد ملايين الأطفال على مستوى العالم.

وأجمع الثلاثي الذين غالبًا ما يعملون معًا، أن أدوات بحثهم في مكافحة الفقر على مستوى العالم تركزت على طرق جديدة لتقديم نصائح تهم المجتمع العالمي لمكافحة الفقر، من خلال التركيز على قضايا أصغر وأكثر قابلية للإدارة مثل التعليم أو صحة الأطفال وأيضًا البيئة المحيطة بالمجتمعات التي تعاني كارثة الفقر، خاصة في بلاد مثل الهند في آسيا، وكينيا بأفريقيا وما جاورها من دول من خلال إجراء بحوث ميدانية على الطبيعة لقياس انتشار الفقر.

وساعدت أبحاثهم على معرفة أي الاستثمارات جديرة بالتنفيذ، وكذلك ماهية الإجراءات التي تُحدث أكبر تأثير على حياة أفقر الناس.

وأسفرت أبحاثهم في الهند وجود نسبة عالية من التغيب بين المعلمين، الذين تم توظيفهم بعقود قصيرة الأجل، والتي سيتم تمديدها إذا حظي المعلمون بنتائج جيدة، ما أدى إلى نتائج اختبار أفضل بكثير للطلاب.  وهناك مشروع آخر نظر في كيف أن الطلب على أقراص الحصانة ضد الديدان لعلاج الأطفال، وعندما توقف العلاج لعدم تمكن دفع تكاليف الوصفات العلاجية تفاقم المرض وانتشر. محصلة تلك الأبحاث تكشف لنا بلا شك أن نجاح أي مشروع تنموي يتطلب بالدرجة الأولى القضاء على آفة الفقر لأنها مصدر لكل المشاكل الاقتصادية التي تنخر في المجتمع مسببة الجهل والمرض، تليها الجريمة والفساد والرشوة. فتقدم وازدهار أي بلد أو مجتمع مرهون بقياس مدى قدرة تلك البلدان وحكوماتها ومؤسساتها الأهلية على محاربة الفقر تحت أي وسيلة كانت والتركيز على السياسات السليمة لدعم الخدمات الجديرة بالاهتمام مثل التعليم والصحة لما تحققه من قدر هائل من النمو والتنمية، علمًا بأن الجائزة تمنح من البنك المركزي السويدي تخليدًا لذكرى ألفريد نوبل.