+A
A-

بدء الاستشارات في لبنان.. والحريري يسقط ورقة بيضاء

بعد إعلان تيار المستقبل، الذي يتزعمه، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، لن يرشح أي شخص لرئاسة الحكومة خلال المشاورات في الرسمية في قصر الرئاسة الخميس، امتنع الحريري عن التصويت وأسقط ورقة بيضاء، مكتفياً بالقول بعد لقائه رئيس الجمهورية، ميشال عون: "الله يوفق الجميع".

وبعد تأجيل مرتين، انطلقت الخميس الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المقبل. بدوره قال النائب نجيب ميقاتي، بعد لقائه عون: "وضعنا ككتلة الوسط المستقل معايير لاختيار رئيس الحكومة الذي سيقوم بالمهمة الصعبة ولم نجد أحداً يمتلك هذه المواصفات مع احترامي للأشخاص، واعتذرنا عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة".

وبعد إعلان الحريري مساء الأربعاء عدم نيته تشكيل الحكومة الجديدة، وانسحابه بالتالي من بازار الأسماء، تقدم إلى الصفوف الأمامية اسم جديد.

وقالت مراسلة "العربية" إن الثنائي الشيعي وتكتل "لبنان القوي" (الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل) سارعا إلى تسمية الوزير السابق، حسان دياب، الذي سينال "إن لم تحصل أي مفاجآت" 70 صوتاً وفق التوقعات.

أما كتلة المستقبل فتجتمع بعد قليل لحسم موقفها من تسمية رئيس الحكومة، وسط معلومات تشير إلى عدم تسمية أي بديل للحريري.

يذكر أن حسان دياب أستاذ جامعي شغل منصب وزير التعليم بين عامي 2011 و2014.

الحريري إلى المعارضة

من جهتها، ألمحت وزيرة الداخلية اللبنانية، ريا الحسن، (المحسوبة على الحريري) أن رئيس حكومة تصريف الأعمال قد ينتقل إلى المعارضة.

وقالت في سلسلة تغريدات على تويتر، مساء الأربعاء: "للحريري بُعْد إقليمي وشبكة علاقات دولية تستطيع أن تؤمن المساعدات الضرورية للبنان. كتلة المستقبل لم تتخذ القرار بخصوص تسمية الرئيس المقبل للحكومة حتى الساعة، ويبدو أنه لن يكون هناك تأجيل (للاستشارات النيابية). وأضافت: "أن يكون الرئيس الحريري في صفوف المعارضة إذا لم تماشِ الحكومة المقبلة تطلعاتنا، أمر وارد".

إلى ذلك، أكدت أنه يجب محاكاة مطالب كل اللبنانيين في تسمية رئيس الحكومة المقبل.

من جهته، قال وزير الخارجية، جبران باسيل، (رئيس التيار الوطني الحر الداعم لرئيس الجمهورية) "نقدر الموقف المسؤول للحريري". وأضاف: "نتمنى أن يقترح الحريري من موقعه الميثاقي شخصية موثوقة ليعمل على التوافق حولها".

يذكر أن الخلافات السياسية تسبب في إرجاء المشاورات النيابية التي تستلزم من الرئيس ميشال عون أن يختار المرشح الذي ينال أكبر قدر من التأييد من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 عضواً.

ومنذ استقالة الحريري من رئاسة الحكومة في أواخر أكتوبر دخلت الأحزاب الرئيسية في لبنان في خلاف حول تشكيل حكومة جديدة تحتاج إليها البلاد بشدة للتعامل مع أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

واستقال الحريري تحت ضغط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة، انطلقت منذ 17 أكتوبر الماضي، وكان من المتوقع إعلانه رئيساً للحكومة الجديدة هذا الأسبوع وهو المنصب الذي شغله ثلاث مرات من قبل. وقال في بيان الأربعاء "أعلن أنني لن أكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة وأنني متوجه غدا للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الأساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت".

كما أضاف "ولما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين" لم يغير آخرون مواقفهم.