+A
A-

تركي الدخيل يتحدث عن التسامح بالتزامن مع يومه العالمي

نظمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أمس الأربعاء ، محاضرة بعنوان "يوم التسامح العالمي" قدمها سعادة تركي الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة وعضو مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح، في المجمّع الثقافي في منطقة الحصن بالعاصمة،  بحضور عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وحشد من الإعلاميين والمهتمين.

يأتي تنظيم هذه الندوة بمناسبة االيوم العالمي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، و احتفاءً بعام  التسامح. ناقشت المحاضرة مفهوم التسامح وتاريخه عند العرب وشعوب العالم، وذلك من خلال التطرق إلى الكتاب الذي أصدره سعادة تركي الدخيل العام الجاري تحت عنوان "التسامح زينة الدنيا والدين" والصادر عن دار مدارك.

استهل سعيد حمدان الطنيجي، مدير إدارة النشر في قطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي  المحاضرة بكلمة ترحيبية أشاد فيها برحلة سعادة تركي الدخيل في عالم الإعلام ودوره الفاعل في تقديم المحاضرات والبرامج الإعلامية، وكتبه الهادفة التي سلّطت الضوء على قضايا مهمة في المجتمع بأسلوب لافت، ومنها كتاب "التسامح زينة الدنيا والدين".

قال سعادة تركي الدخيل في محاضرته " لولا التسامح لفني الجنس البشري منذ قرون، حيث أنّ الصراع الفكري يملك القدرة على تحويل بعض الأمور الصغيرة إلى قضايا مصيرية كبيرة في حال غياب التسامح، مشيراً أن التسامح قديماً لم يكن له مفردة في اللغة العربية يمكن أن يصطلح على تعريفها بالمعنى الحقيقي للتسامح، لذلك كان الكثير من الفلاسفة يرفضون مفهوم التسامح الذي جاء به الجرجاني، والذي كان يشير إلى أن المسامحة تعني ترك ما يتوجب على المرء فعله تنزهاً، لاعتقادهم بأن هذا المعنى فيه شكل من أشكال الترفع".

أوضح الدخيل "اليوم، وبعد أن تقارب العالم في منتصف التسعينات، أصبح لفظ التسامح أمراً لا علاقة له بالترفع، وأصبحنا قادرين على استقاء معنى التسامح من المعادلة الجميلة التي ذكرها الدكتور جابر عصفور في كتابه "هوامش على دفتر التنوير"، والتي تجمع بين التنوع والمساواة والسلام، وأصبح التسامح يجعلني أدافع عن الآخر، وتحولت المدن الصغيرة إلى عوالم كبيرة يعيش فيها أفراد من كل عرق ودين ليصبح المعنى الحقيقي للتسامح هو أن أدافع عن الآخر وأتيح له حرية الاختيار".

أهدى سعادة تركي الدخيل كتاب "التسامح زينة الدنيا والدين" إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، انطلاقاً من إيمانه بأنّ المجتمعات التي تعمها المساواة وتُمنح فيها فرص متساوية لجميع الأطراف هي مجتمعات تطبق التسامح بأسمى طرقه، وقال: "وضعت "أم الإمارات" حجر الأساس في بناء مجتمع متسامح في الدولة عبر توفير الفرص لتنمية المرأة باستمرار، الأمر الذي يجعلنا اليوم نقف أمام الإنجازات الرائعة التي حققتها بنات الإمارات ونفتخر بتواجدهن في القيادات الحكومية ليؤدين دورهن في صناعة القرار وبناء جيل المستقبل وغرس قيمة التسامح في أنفس أبنائنا، ما يجعلنا نرى في دولة الإمارات العربية المتحدة مثال حقيقي وحي للأرض التي يتعايش فيها أفراد من مختلف الديانات والأجناس والأعراق بتسامح وتناغم لا مثيل له".