+A
A-

محتجون وسط بغداد.. والأمن يلمح إلى "طابور خامس" ودواعش

بعد 3 أيام من التظاهرات الدامية في العراق، ألمحت الداخلية العراقية إلى وجود طابور خامس، يحاول الدخول على خط التظاهرات، والتشويش على الحراك في البلاد.

وأفادت وكالة الأنباء العراقية الأحد نقلا عن الناطق باسم وزارة الداخلية أن مجموعة من الأشخاص تنوي إضرام النار في خيم الاعتصام واتهام القوات الأمنية بذلك "لحرف مسيرة التظاهر السلمي".

كما نقل التلفزيون العراقي عن قائد شرطة البصرة قوله إنه تم إلقاء القبض على عناصر تابعة لداعش اعترفوا بالقيام بأعمال "تخريبية" أثناء التظاهرات في المحافظة.

ولا يزال المئات من المحتجين العراقيين متواجدين، اليوم الأحد، في ساحة التحرير بوسط بغداد بعد ليلة من الاشتباكات مع قوات الأمن التي فشلت في تفريقهم، في تحد لحملة أمنية دامية راح ضحيتها العشرات خلال اليومين الماضيين ومداهمة نفذتها قوات الأمن أثناء الليل لتفريقهم.

وأقام شبان حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة بالمدينة لتفصلهم عن قوات الأمن التي واصلت إلقاء عبوات الغاز
المسيل للدموع باتجاههم.

مقتل 67 عراقيا

يذكر أن 67 عراقياً على الأقل قتلوا، وأصيب المئات يومي الجمعة والسبت فيما اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن وفصائل مسلحة في موجة ثانية من الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي هذا الشهر ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لقتلى الاحتجاجات في أكتوبر تشرين الأول إلى 224.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب العراقي في وقت سابق الأحد إنه نشر قوات في شوارع بغداد لحماية المنشآت السيادية من "عناصر غير منضبطة". وأضاف الجهاز في بيان "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة وبأمر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب قوات من جهاز مكافحة الإرهاب تنتشر في بعض مناطق بغداد لحماية المنشآت السيادية والحيوية من أن تعبث بها عناصر غير منضبطة مستغلة انشغال القوات الأمنية في حماية التظاهرات والمتظاهرين".

وكانت قوات مكافحة الإرهاب اعتقلت عشرات المحتجين في مدينة الناصرية بجنوب البلاد الليلة الماضية. وفرقت المظاهرات في ساحة التحريرباستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لكن بعض المحتجين احتشدوا من جديد.

وأنهت الاضطرابات استقرارا نسبيا استمر نحو عامين في العراق الذي شهد احتلالا أجنبيا في الفترة بين عامي 2003 و2017 وحربا أهلية وصعود تنظيم داعش.

يذكر أن التطورات الأخيرة تعد أكبر تحد لعبد المهدي منذ توليه السلطة قبل عام. ورغم تعهد رئيس الوزراء بإصلاحات وقراره إجراء تغيير وزاريموسع، فإنه يواجه صعوبات حتى الآن في تهدئة سخط المحتجين.

وبدأت الشقوق تظهر، خلال الفترة الماضية في التحالفات السياسية الداعمة للحكومة الائتلافية الهشة، ولعل آخرها انتقال كتلة سائرون، أكبر كتلة برلمانية، السبت إلى صفوف المعارضة، مما يجعل زعامة عبد المهدي غير مستقرة على نحو متزايد.