+A
A-

قسد تنتظر تفاهماً هشاً.. وهذا ما تضمنه الاتفاق مع النظام

يخيم الهدوء الحذر على مدينة منبج ومعظم المدن السورية الواقعة شرق نهر الفرات رغم تواصل الاشتباكات على أطراف مدينتي تل أبيض ورأس العين بين الجيش التركي والمسلّحين السوريين الموالين له من جهة، وبين قوات "سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى.

ولم يتوقف القصف الجوي التركي على رأس العين وتل أبيض حتى الساعة رغم مطالبة واشنطن أنقرة بوقفٍ فوري لإطلاق النار الاثنين.

وتبدو أوضاع النازحين الذين خرجوا من هاتين المدينتين "سيئة" وسط تعليق المنظمات الإغاثية الدولية لأنشطتها في المنطقة.

واستقر معظم نازحي رأس العين في القامشلي والحسكة في المدارس ولدى أقربائهم، لكن نازحي تل أبيض بقوا في العراء في الريف الجنوبي من مدينة كوباني مع نازحي المدينة الأخيرة.

ويتخوف السكان من معظم "الأطراف العسكرية والسياسية" التي قد تسيطر على المنطقة بالتزامن مع وجود أنباءٍ عن "تفاهم هشّ" تنتظر قوات "سوريا الديمقراطية" إتمامه مع روسيا ويقضي بدخول قوات الأسد إلى كامل الشريط الحدودي مع تركيا.

اتفاق هش مع النظام

لكن قوات النظام استقرت بالقرب من نهر الفرات جنوب مدينة كوباني ولم تدخل المدينة، رغم أن مسؤولاً كردياً من "هيئة الدفاع" قال إن "هذه القوات ستدخل المدينة خلال ساعات".

ووصلت قوات النظام بالفعل إلى منبج مع قواتٍ روسية تسيّر دورياتٍ على خطوط التماس بين مقاتلين مدعومين من واشنطن وآخرين تدعمهم أنقرة في ريف المدينة، بينما انسحبت منها قوات أميركية، وهو أمر تكرر في بلدتي تل تمر وعين عيسى الّتي دخلتها قوات النظام وخرج منها المقاتلون الأميركيون مع آلياتهم.

وفي هذا السياق، قالت مصادر من قوات "سوريا الديمقراطية" لـ"العربية.نت" إننا "لم نوقع بعد على هذا التفاهم". وأضافت "سننتظر أن يكمل وفدنا السياسي بنود هذا التفاهم مع الروس"، مشيراً إلى أن " التفاهم المذكور سيسمح بدخول قوات النظام السوري إلى كامل المناطق الحدودية مع تركيا شريطة ألا تدخل مراكز المدن".

كما لفتت إلى أن "الروس هم الطرف الأساسي وهم الذين يفاوضون بدلاً من نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

وتابعت المصادر "بموجب هذا التفاهم ستبقى "الإدارة الذاتية" كما هي، لن يدخل جيش النظام مراكز المدن وقد يكون هناك مراكز سيادية تشبه المربع الأمني الذي تسيطر عليه قوات الأسد منذ سنوات في مركز مدينتي القامشلي والحسكة".

وحاولت قوات "سوريا الديمقراطية" من خلال هذا "التفاهم" مع الجانب الروسي، وقف الهجوم التركي، لاسيما أن أنقرة تقول إنها لا تعارض وجود قوات النظام على حدودها الجنوبية.

مخاوف من النظام والأتراك والفصائل المسلحة

لكن ما الذي سيحصل للسكان الذين يعيشون في هذه المناطق المهددة بدخول قوات النظام أو الجيش التركي والمسلحين المدعومين منه إليها؟
رداً على هذا السؤال، قال حسام القسّ، وهو ناشط حقوقي سرياني من بلدة ديريك (المالكية) الواقعة على المثلث الحدودي السوري العراقي التركي إن "هناك مخاوف لدينا من كل الأطراف التي قد تسيطر على المنطقة".

وأضاف في مقابلة مع "العربية.نت": "نخشى انتقام قوات النظام من معارضيه، ومن الجيش التركي والمتطرّفين الذين يقاتلون معه"، لافتاً إلى أن "تجربة عفرين لا تزال أمامنا".

وتابع: "نخاف أيضاً من اعتقالات الأسد لمعارضيه. كما نخاف من انتهاكات الجيش التركي ومتطرّفيه، ونخشى حصول انتهاكات واسعة النطاق على أساس عرقي".

كما لفت الناشط الحقوقي إلى أن "السكان هنا يخشون سيطرة هؤلاء على المنطقة، لذا قد يكون النزوح خيار معظمهم".