+A
A-

عامان على هزيمة داعش.. نازحو العراق ينتظرون في خيمهم

بعد مرور سنوات على إنشائها من أجل استيعاب موجات النازحين الكبيرة بعد عام 2014 وسيطرة مقاتلي تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق، لا تزال تلك المخيمات المخصصة للنازحين العراقيين ماثلة للعيان في محافظات عديدة وسط وشمال العراق .

ورغم انتهاء الحرب على تنظيم داعش لا يزال هناك أكثر من 1.8 مليون نازح في العراق نزح 1.347 مليون منهم إلى إقليم كردستان قابعين في تلك المخيمات.

ويعيش هؤلاء النازحون في 131 مخيماً ، يقع 46 منها ضمن حدود إقليم كردستان .

نشاط داعشي جديد

ولا يزال الآلاف من نازحي مدينة صلاح الدين والموصل والأنبار يهابون العودة إلى ديارهم، لأسباب عدة أهمها الخوف من استهداف وبطش خلايا داعش التي بدأت تنشط من جديد، وكذلك الخوف من الاعتقالات العشوائية من قبل بعض الميليشيات الموجودة في تلك المناطق، ناهيك عن وجود مذكرات قبض بحق العديد من النازحين، الذين كان البعض منهم يعمل في صفوف داعش كمخبر أو متعاون مع التنظيم الإرهابي.

يضاف إلى تلك الأسباب أخرى يعتبرها البعض رئيسية، وهي نقص الخدمات والدمار نتيجة للحرب التي دارت هناك.

من جهتها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقريرها الذي صدر الجمعة "ما زال هناك 1.8 مليون نازح جراء النزاع بين القوات العراقية "داعش"، رغم مرور عامين على انتهاء أكبر المعارك".

انتقام وتهديد بالقتل

وفي هذا السياق، أوضح الناشط المدني في مجال حقوق الإنسان والإغاثة أحمد الطيار للعربية.نت أن "العديد من النازحين من مناطق محافظة صلاح الدين لم يعودوا إلى ديارهم لسببين أساسيين هما الخوف من الانتقام والحاجة إلى الأموال".

وقال: "في جنوب صلاح الدين وخاصة مناطق الإسحاقي وبلد وعزيز بلد، امتنع بعض النازحين عن العودة إلى مناطقهم لأن أبناءهم قاتلوا مع داعش، ويتخوفون بالتالي من عمليات انتقام قد تطالهم إن عادوا، بالإضافة إلى تهديدات تعرضوا لها وطالبتهم بعدم العودة، ناهيك عن الرفض العشائري والحكومي لعودتهم، على الرغم من أن القوانين العراقية تجرم الشخص نفسه إذا ارتكب جرما وليس عائلته، ولكن هنا يؤخذ الكل بجريرة مجرم واحد من عائلة كاملة"، بحسب تعبيره.

الفقر والخوف

إلى ذلك، أضاف الطيار أن النازحين من مناطق شمال صلاح الدين وخصوصا مناطق بيجي والصينية ومكحول فقراء، ولا يملكون ثمن إعادة إعمار منازلهم المهدمة والمحروقة. كما أن بعضهم خائف من الهجمات التي يشنها عناصر داعش بالقرب من مناطقهم، خاصة قرب منطقة الجزيرة التي تربط الموصل بالأنبار وصلاح الدين.

كما أكد أن عدم صرف المنح للنازحين الراغبين بالعودة، والتي أقرها البرلمان والحكومة العراقية أثرت أيضا بشكل كبير على عودة المتبقي من النازحين.

بدوره أكد أحد نازحي مخيم ليلان في كركوك، صباح صالح مولود وهو مسؤول قاطع في المخيم، أن آلاف النازحين في المخيم لم يعودوا بسبب الفقر والخوف من داعش، بالإضافة إلى الخوف من بطش الميليشيات المتواجدة في مناطق صلاح الدين والموصل.

الفقر جعل بعض النساء سلعة

كما أكد صالح أن الفقر والمرض والجهل، والحاجة الماسة للمال جعلت من بعض النساء سلعة رخيصة الثمن.

وأوضح أن بعض النازحات اللواتي وجدن أنفسهن بلا معين أو معيل بعد فقدان أب أو زوج أو أخ، اضطررن إلى ممارسة أعمال مخلة داخل المخيم أو حتى خارجه.

من جانبه، قال عضو مجلس محافظة صلاح الدين ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة سبهان ملا جياد، للعربية.نت إن هناك أسبابا كثيرة لعدم عودة أهالي صلاح إلا أن أهمها الدمار الكبير الذي طال منازل هؤلاء.

وأوضح أن عدد الدور السكنية المهدمة بشكل كامل يفوق 20 ألف منزل، فضلاً عن 30 ألف منزل مهدم بشكل جزئي، وبحدود 20 ألف منزل محترق ومسروق.

إلى ذلك، أضاف أن الحكومة المحلية في صلاح الدين لا تملك الإمكانية المادية لتعويض كل هؤلاء.

لكنه أكد أن ميزانية عام 2019 خصصت مبلغ 100مليار دينار عراقي لعودة واستقرار النازحين.