العدد 3806
الأحد 17 مارس 2019
banner
معاناة خريج جامعي... والحكايات طويلة
الأحد 17 مارس 2019

بعد أن باءت محاولاته كلها في الحصول على وظيفة تناسب تخصصه ومؤهله الأكاديمي بالفشل، قرر أن يعمل في أي وظيفة.. مهما كان أجرها وظروفها، فهو يحمل همّ مساعدة والده في تحمل متطلبات المعيشة لأسرة مكونة من عشرة أفراد هو أكبر أبنائها، ويحلم في الوقت ذاته، حاله حال أي شاب في مثل عمره، أن يدخر ويوفر بعض المال؛ لكي يتزوج ويكوّن أسرة.
هذه المعاناة، أو هذا الجزء اليسير من معاناة شاب بحريني، مثله الكثير من القصص والحكايات الطويلة لخريجين جامعيين بحرينيين من الجنسين، لا يزال كثيرون منهم تحت وطأة البطالة أو العمل في مجالات لا تمت لتخصصهم بصلة، ولا يزالون أيضًا يعيشون على الأمل في أن يتغير الحال إلى الأفضل مع البرنامج الوطني للتوظيف، وتساءلنا مرارًا كما تساءلوا هم أنفسهم: لماذا يتوجب على الخريج الجامعي البحريني أن يعاني كل هذه المعاناة؟ ولماذا يضطر للعمل في وظائف بأجور متدنية في قطاعات ومنشآت ومؤسسات يجد فيها غير البحرينيين “أفضل الرواتب والامتيازات والتسهيلات”؟
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستمر أعداد الخريجين الجامعيين تكبر وهم تحت مطرقة “البطالة” وسندان “الوظائف البعيدة عن تخصصهم”، وهذه الأعداد تكبر عامًا بعد عام مع تخرج مجموعات جديدة، ولا يختلف اثنان على أن الخريجين الجامعيين هم ثروة حقيقية للبلد، ومن المؤسف أن تكون “ثروة معطلة” ونحن ندندن بعبارات من قبيل “الشباب المتعلم هم عماد الأوطان.. وهم حاضر ومستقبل البلد.. والخريج المؤهل تأهيلًا أكاديميًا عاليًا هو محور الرقي والتقدم”، ثم نجد عشرات، إن لم يكونوا مئات، تخصصوا في مجال، ويعملون في آخر!
كلنا ندعم ونساند التوجهات نحو إيجاد البرامج الوطنية لتوظيف العاطلين من أبناء البلد، سواء من خريجي الثانوية العامة أم من الخريجين الجامعيين، وكلنا نترقب تحرك ملف العاطلين بصورة تعطي مؤشرات بأن هذه الفئة أصبحت تحظى بشواغر تستوعبهم، وبالتالي تستفيد من علمهم وتخصصهم، وبذلك يسهمون في خدمة بلادهم، ثم تتاح لهم فرصة العيش الكريم لتحسين معيشتهم ومعيشة أسرهم، لا أن ندور في حلقة مفرغة لا تخرج عن حيز التصريحات الصحافية وتنظيم معارض التوظيف وإعداد قوائم العاطلين وبث التفاؤل بين أوساطهم ثم نعود إلى المربع الأول: مجرد وعود.. سنتصل بكم! آن الأوان لإصلاح آلية التوظيف ومحاسبة أي طرف يعطل توظيف البحرينيين، وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .