العدد 3757
الأحد 27 يناير 2019
banner
“فوحه‭ ‬واشرب‭ ‬مايه”
الأحد 27 يناير 2019

ما عاد المواطن يتحمل “بهرجة بعض الفئات” وفرقعاتها الإعلامية، وما عاد للمواطن، الذي لا يزال يتطلع إلى حلول للكثير من المشكلات المعيشية والخدمية، مزاج أو قدرة على تقبل الوعود الوردية الفضفاضة من أي طرف كان، ولم يعد أحد يستغرب انتشار مقاطع صوتية من بعض المواطنين، رجالًا ونساءً، توجه الكلام لبعض المسؤولين، لاذعة اللهجة حينًا ولينة حينًا آخر عن معاناتهم ومشكلاتهم!

ولو أعدنا جمع التوجيهات والكلمات والتصريحات واللقاءات التي تشدد فيها قيادة البلاد الرشيدة على الاهتمام بشؤون المواطنين واحتياجاتهم، والنظر في أحوالهم والاقتراب منهم، لوجدناها صريحة وواضحة في أن تحقيق “رضا المواطن” يأتي في أعلى القائمة، ويلزم على كل مسؤول أن يطبقه من خلال عمل منجز يشعر به المواطن. أما دون ذلك من كلام معسول يلقيه بعض المسؤولين أو النواب أو أي شخصية عامة في كل شاردة وواردة ولا يحقق تلك الغاية، فما هو إلا هرج في مرج، وهنا، إذا كنت نائبا أم مسؤولا همك الأول والأكبر والأوضح والأضخم أن تتفنن في التصريحات البراقة، والكلمات والخطب الرنانة، ثم لا يحصل المواطن على أيسر قدر مما يتوجب عليك أن تقوم به تجاهه، فكلامك وتصريحاتك وخطبك “فوحها واشرب مايها”.

وإذا كنت من النواب أو المسؤولين الذين لا همَّ لهم سوى القيام بالجولات الميدانية وعقد اللقاءات والاجتماعات مع الأهالي، وفلاشات الكاميرات “تبرق” وعدسات الفيديو “تدور” ثم تقف أو تجلس أو تدور وأنت تعد وتؤكد وتصرح وتشدد وتمضي الأيام وتختفي “لا حس ولا خبر”، فكل ما فعلته أجمعه في تقارير ومحاضر ثم “فوحها واشرب مايها”. وإذا كنت ناشطا اجتماعيا أو سياسيا أو عالم دين أو خطيب منبر أو داعية أو إعلاميا أو كاتبا أو من لف لفهم ولم يجد منك الناس إلا “الهدرة” والبيانات النارية أو التصريحات والمقاطع الدعائية المتلفزة والمسموعة، فأجمع كل ذلك و.. “فوحه واشرب مايه”.

أما إذا كنت مسؤولا أم نائبا أم شخصية تبذل كل ما في وسعها من جهد لخدمة الناس، وتبادر وتسعى لتنفيذ أفكار تطويرية تعود بالنفع على البلاد والعباد، وتعمل بعيدًا عن الأضواء بكل إخلاص وصدق، فبارك الله فيك، ولك منا كل الشكر والتقدير والامتنان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية