+A
A-

خالد بن خليفة: "عيسى الثقافي" منارة تشع بالعطاء الفكري ترجمةً لرؤية ملكية طموحة

أقام مركز عيسى الثقافي احتفالا بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لافتتاحه، وتزامن هذه المناسبة مع مرور أربعين عاما على افتتاح مركز الوثائق التاريخية، وذلك بحضور عدد من المسؤولين وكبار المدعوين من المثقفين والداعمين الأوائل من المؤسسين للمركز، إلى جانب الموظفين.

وقال سعادة الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الامناء المدير التنفيذي للمركز بأن المركز أضحى اليوم منارة تشع بالعطاء الفكري، مترجما بذلك رؤية ملكية طموحة، حملت بين ثناياها أعظم السمات الحضارية التي تميزت بها البحرين منذ فجر تاريخها الى وقتنا الحالي.

وأوضح في كلمته الترحيبية بأنه "في 26 ديسمبر 2001، وضع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه حجر الأساس لبدء تشييد مركز عيسى الثقافي، تخليدا لذكرى الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)، إذ تفضل جلالته في 18 ديسمبر 2008 بافتتاحه"، مشيرا بأن ذلك الحدث يعد عرسا ثقافيا ملازما لأيامنا الوطنية، حيث بدأت معه مسيرة عمل المركز نحو تحقيق رؤية جلالة العاهل، والتي استلهمت من كلمته السامية في حفل افتتاح المركز حيث قال: "نريد لمركز عيسى الثقافي أن يكون كما كانت البحرين منذ فجر نهضتها، مركز إشعاع حضاري منفتحا على مراكز الفكر الرصين في العالم ومستوعبا لكل جديد ومفيد من العطاء الإنساني، وأن يبقى رمزا على مر الزمن لتقدم البحرين".

وأضاف في كلمته بأن عام 2018 يصادف أيضا الذكرى الأربعين على افتتاح مركز الوثائق التاريخية، الذي قام جلالته حفظه الله في عام 1978م بافتتاحه عندما كان وليا للعهد، ثم أُلحق بأمر من جلالته ليكون عنصرا فاعلا في منظومة مركز عيسى الثقافي.

واستذكر الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة دور المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله وجهوده الكبيرة في تحويل فكرة المركز إلى واقع ملموس ومشهود. وقال بأن رحمه الله "كان راعيا لهذه الفكرة وداعما لها، عاقدا العزم على تنفيذ المشروع ومتابعة أدق التفاصيل إلى ان شُيد هذا الصرح المبارك، ولم يتوقف رحمه الله عند ذلك فحسب، بل ظل مصرّا بكل حماس على تحقيق تطلعاته وتنفيذ الرؤية الملكية مع ترأسه لمجلس الأمناء حتى وفاته رحمه الله."

 وأكد على أن العشر السنوات التي مضت، أسفرت عن تحقيق المركز للأهداف التي رُسمت له، والتي تمحورت في ثلاثة أبعاد تشكل منظومة العمل الثقافي للمركز وهي: بُعد الماضي والحاضر والمستقبل. مضيفا بأن المركز حافظ من خلال إنجازاته ومبادراته على خصائص العمل الثقافي في التنوع والانفتاح والتكامل والتناغم، والتي ظهرت في جهود توفير مصادر المعرفة وتنظيم الفعاليات، والعناية بالتاريخ وتشجيع الحوار بين الثقافات ودعم الإبداع الفكري والثقافي بكافة اشكاله، منوها الى أن كل ذلك يأتي في إطار الرؤية الملكية السامية التي أريدت لمركز عيسى الثقافي.

واستعرض الحفل فلما قصيرا تناول إنجازات مركز عيسى الثقافي في 10 سنوات، إذ بين الفلم تنظيم المركز أكثر من (700) فعالية نظمها واستضافها المركز، واحتفاظ مركز الوثائق التاريخية بأكثر من (85,000) وثيقة تاريخية، وإصدار (35) كتابا في التاريخ والأدب والثقافة والبيبلوغرافيات الوطنية بما فيها مطبوعات إدارة مركز الوثائق التاريخية، كما استطاعت ادارة المكتبة الوطنية توفير حوالي (111,000) مجلد لكتب في مختلف المجالات، من بينها (10,500) كتاب لبحرينيين و(2,500) رسالة ماجستير ودكتوراه من إعداد بحرينيين، واحتفاظ ارشيف الصحافة الوطنية لحوالي (2,224) مجلد يضم عشرات الآلاف من نسخ الصحف البحرينية الصادرة من 1939 إلى عهدنا الحالي.

وقد أعرب الشيخ خالد شكره وعرفانه لكل الشركاء الذين دعموا وساهموا، ولا زلوا، في تنفيذ المركز ومشاريعه الطموحة. كما هنأ منتسبي المركز (#فريق_البحرين) الذين أمضوا 10 أعوام من عمرهم في العمل، مقدرا حضور المشاركين والجمهور من المدعوين الذين يعتبرون الدعامة الأساسية لمواصلة مسيرة المركز.

يذكر بأن مركز عيسى الثقافي هو مركز ثقافي وطني يتبع الديوان الملكي بمملكة البحرين، أنشئ بالأمر الملكي السامي رقم (18) لسنة 2008. ويهدف المركز إلى توفير الكتب والمطبوعات في مختلف حقول المعرفة والثقافة والمحافظة عليها، تنظيم الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلمية الهادفة، العناية بالتراث الحضاري العربي والإسلامي، التعريف بثقافة مملكة البحرين وتاريخها الحضاري، تنمية الحوار بين الثقافات والحضارات، وتشجيع ودعم الإبداع الفكري والثقافي على الصعيد الوطني. ويحتوي المركز على الفضاءات الثقافية التالية: مركز الوثائق التاريخية، الأرشيف الوطني، المكتبة الوطنية، المكتبة الإلكترونية، مكتبة الأطفال، صالات عرض وقاعات مؤتمرات وندوات، ومقر جائزة عيسى لخدمة الإنسانية.