+A
A-

سمو رئيس الوزراء: تعزيز الشراكة العالمية لتنفيذ التنمية المستدامة 2030

دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، إلى تعزيز الشراكة العالمية وتنسيق جهود المجتمع الدولي من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، على أساس روح التضامن والتعاون الذي يركز بشكل خاص على احتياجات المجتمعات والفئات الأكثر احتياجًا.

وأكد سموه أهمية هذه الشراكة العالمية في التغلب على التحديات المرتبطة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال جهود الأمم المتحدة وتعزيز التعاون بين الدول لصالح البشرية وحمايتها، مشيرا سموه إلى أن أهداف التنمية المستدامة تتسم بطبيعة عالمية ومن المهم أن تعمل جميع الدول وجميع أصحاب المصلحة في إطار شراكة تعاونية لتنفيذ هذه الأهداف.

ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين تولي أهمية خاصة للتنفيذ الفعال لأهداف التنمية المستدامة استنادا إلى ما حققته من إنجازات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وأنها تسعى دائماً إلى رفع مستويات معيشة مواطنيها من خلال خطط واستراتيجيات إنمائية تشمل جميع محاور التنمية، وتتضمن أولويات خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تم دمجها في برنامج عمل الحكومة.

جاء ذلك في كلمة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء موجهة إلى مؤتمر "قادة العالم للحب والسلام لعام 2018" التي عقدت اليوم الخميس 11 أكتوبر 2018 في العاصمة النمساوية فيينا تحت شعار "تحويل عالمنا: شراكة عالمية من أجل التنمية المستدامة"، وألقاها نيابة عن سموه معالي الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة رئيس لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، وذلك بحضور الدكتور هونج تاو تسي؛ رئيس الاتحاد العالمي للسلام والمحبة، وصاحبة السمو الإمبراطوري الأرشيدوقة هيرتا مارجريت أرشيدوقة تَاسكاني- النمسا رئيسة جمعية تعزيز السلام، وقرينها الأرشيدوق ساندور فون هابسبورج نائب رئيس الجمعية والسيد أرسنت فولر رئيس برلمان مقاطعة فيينا، وعدد من كبار الشخصيات بالأمم المتحدة والوكالات التابعة لها وممثلين لجمعيات المجتمع المدني ورجال الصحافة والإعلام.

وأشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في كلمته إلى أن مملكة البحرين حققت تقدماً ملحوظاً في مجالات التنمية حتى قبل تبني الأهداف الإنمائية للألفية وقبل فترة طويلة من مناقشة أهداف التنمية المستدامة، إذ نجحت البحرين في توفير التعليم المجاني، والقضاء على الأمية، وتمكين المرأة، وتعزيز تكافؤ الفرص، ورفع مستوى الرعاية الصحية، وتحسين متوسط ​​العمر المتوقع، وتوسيع نطاق الضمان الاجتماعي، وغيرها من المبادرات الأخرى التي تصب في خدمة المواطن.

وأكد سموه أن الحقوق مكفولة للجميع في مملكة البحرين بموجب الدستور ويتم دعمها وتقديمها من خلال السياسات العامة.

وقال سموه إن التحديات التي يواجهها العالم يمكن التغلب عليها من خلال جهود الأمم المتحدة في تعزيز السلام والاستقرار والتعاون البناء بين الدول بما يكفل استمرار وتيرة العمل التنموي لصالح البشرية.

وجدد سموه في كلمته التأكيد على أنه لا تنمية بدون سلام ولا سلام بدون تنمية، مشيدا سموه بما عبر عنه المجتمع الدولي لدى تبنيه أهداف التنمية المستدامة من عزم على تعزيز المجتمعات السلمية والعادلة والشاملة من خلال الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.

وأكد سموه أن قمة قادة العالم للحب والسلام لعام 2018 تأتي في توقيت مهم يحتاج فيه العالم إلى التعاون والتكاتف لتقديم إسهامات هامة من أجل تعزيز الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة، معربا سموه عن خالص تمنياته للقمة والمشاركين فيها بالنجاح والتوفيق في مساعيهم النبيلة.

ونوه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في كلمته بجهود الاتحاد العالمي للسلام والمحبة برئاسة سعادة الدكتور هونج تاو تسي وجمعية تعزيز السلام برئاسة صاحبة السمو الامبراطوري الأرشيدوقة هيرتا مارغريت فون هابسبورغ أرشيدوقة تَاسكاني بالنمسا وتعاونها في تنظيم هذه القمة والذي يعبر عن التزام في نشر رسالة السلام والمحبة في جميع أنحاء العالم من خلال التبادل الثقافي والفاعليات المتميزة لقرع جرس السلام العالمي والمحبة من أجل النهوض بالقضية النبيلة للسلام.

بعدها، ألقى الدكتور هونج تاو تسي؛ رئيس الاتحاد العالمي للسلام والمحبة كلمة أعرب فيها عن تقديره لكل ما يقوم به صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من جهود حثيثة لتعزيز التعاون الدولي في مجال نشر السلام والانجازات التي تحققت في مملكة البحرين في مجال التنمية المستدامة بفضل جهود سموه.

وقال: "بما أن الحب والسلام هما طموح الإنسانية المشتركة، فإننا نعتقد أن تعزيز جميع الأنشطة البشرية التي يقودها الضمير ستشكل ثقافة السلام ، ويستفيد منها جميع مواطني العالم"، داعيا إلى بناء ثقافة سلام تقوم على بالحب والضمير والعمل معا من أجل تشكيل عالم يمكن الناس من العيش في سلام.

ثم، ألقى الدوق ساندور فون هابسبورج نائب رئيس جمعية تعزيز السلام كلمة أعرب فيها عن خالص شكره لصاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على جهود سموه وتفانيه في تحقيق السلام المستدام، مؤكدا أن حرص سموه على إرسال وفد برئاسة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة للمشاركة في هذه المناسبة يعد دليلا على  دعم سموه وتفانيه في العمل من أجل السلام الدولي.

وشدد على ضرورة تضافر جهود كل الأطراف والأشخاص الذين يؤمنون بخير البشرية من أجل مستقبل يسوده السلام ، وقال:" إن العالم يمر بتغييرات ضخمة ومن الأهمية بمكان أن يكون هناك قادة ورواد يعملون بشكل كبير من أجل إيجاد وعي حقيقي بالسلام".

وتخلل القمة عددًا من العروض الفلكلورية قدمها فريق من الاتحاد العالمي للسلام والمحبة عن أهمية ودور السلام في تعزيز التقارب بين الشعوب، كما دقت "أجراس السلام" وذلك لأول مرة في القارة الأوربية، كما أنه من المقرر أن تنتقل فعالية "دق أجراس السلام" إلى مملكة البحرين بمناسبة اختيار مدينة المحرق كعاصمة للثقافة الاسلامية في العالم العربي لعام 2018.

ثم قام الدكتور هونغ تاو تسي رئيس الاتحاد العالمي للسلام والمحبة بتسليم معالي الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة شهادة تقدير مهداة من الاتحاد إلى لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، وذلك تقديراً لمساعيها المحمودة ودعوتها إلى تحفيز وتشجيع الأفراد والمؤسسات المشاركة بجد ونشاط في تحقيق التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، إذ مهدت الدعوة التي أطلقتها اللجنة الطريق وأتاحت الفرصة لمزيد من دعاة الاتحاد من أجل مستقبل مستدام وسلام عالمي.

وأقد أشاد عدد من الحضور بالجهود التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر من أجل أن يسود السلام والاستقرار مختلف مناطق العالم وفق رؤية تدعم أهمية العمل الجماعي الذي يرتقي بأوضاع البشرية، منوهين بما حققته مملكة البحرين والحكومة برئاسة سموه من نجاحات عديدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة.

وأكدوا أن الانجازات التي حققتها مملكة البحرين والخطوات الكبيرة التي قطعتها على صعيد التنمية تشكل نموذجًا جدير بالاحتفاء، إذ أن البحرين استطاعت أن تقدم للعالم تجسيدا لقوة الارادة والعمل المنظم في مجال التطوير والتنمية القائم على أسس عصرية جعلها تتبوأ مراتب متقدمة لسنوات عديدة في مجال التنمية البشرية والحضرية.