+A
A-

هل توافق روسيا على إنهاء وجود إيران في سوريا؟

ذكرت تقارير غربية أن روسيا تعمل على مخطط هادئ من أجل إنهاء وجود إيران العسكري في سوريا تدريجياً، من خلال دفع العملية السياسية إلى الأمام بالاتفاق مع واشنطن، وكذلك التقارب مع العرب وإشراكهم في الحل السوري.

ورأت صحيفة "الواشنطن بوست" أن تصريحات جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي قبل أيام، والتي قال فيها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الولايات المتحدة أن الوجود الإيراني في سوريا لا يتفق مع المصالح الروسية، وأنه يريد مغادرة جميع القوات المرتبطة بإيران، بأنه مؤشر على هذا المخطط.

وعلى الرغم من النفي الرسمي لصحة تلك التصريحات من قبل المسؤولين الروس، الذين قالوا إن إيران تلعب "دوراً بناء" في سوريا، إلا أن بوتين بحسب ما ذكر بولتون يرى بأن أمر إخراج قوات إيران وميليشياتها من سوريا لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون أميركي.

أما إسرائيل التي تضغط على الولايات المتحدة من أجل إبعاد النفوذ الايراني عبر حدودها الشمالية في سوريا، فترى أن إقناع روسيا بتأكيد نفوذها في احتواء إيران قد يكون أفضل الحلول بالنسبة لها.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، قال الخميس، الماضي خلال مؤتمر صحافي في جنيف عقب لقائه نظيره الروسي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشاطرنا رغبتنا بخروج القوات الإيرانية من سوريا.

وبالرغم من أن لإيران دورا مهما في بقاء الأسد، لكن دور روسيا كان حاسماً، وبالرغم من هذا فقد أخبر بوتين بولتون أنه يريد أيضا أن تغادر إيران سوريا، لكن روسيا وحدها لا تستطيع تحقيق ذلك وقد طالب بتعاون واشنطن في هذا الصدد، بحسب وسائل إعلام أميركية.

وعلى صعيد متصل، يذكر أن شروط إدارة ترمب لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران والتفاوض مجدداً، تضمنت انسحاباً إيرانياً من سوريا.

ولعل الاستراتيجية الأميركية الكامنة في تشديد الضغط المالي على إيران من خلال فرض العقوبات، تهدف إلى تركيع طهران وإعادتها إلى طاولة المفاوضات لتوافق من ضمن الشروط على مغادرة سوريا، وإلا فأزمتها الاقتصادية ستتفاقم، وستضطر إلى تقليص استثماراتها في التدخلات العسكرية في الخارج، وتسحب بالتالي جزءا كبيرا من قواتها من سوريا.

"تقليص تدريجي للوجود الإيراني"

من جهتها، ذكرت مجلة "واشنطن اغزامينر" Washingtonexaminer أن روسيا تعمل على تقليص الوجود الإيراني في سوريا تدريجياً من خلال إبرام صفقات مع دول عربية معتدلة تريد إنهاء الأزمة السورية.

واعتبر كاتب المقال توم روغان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعمل ببطء وبشكل منظم على خفض دعمه للمصالح الإيرانية في سوريا.

ورأى أن اهتمام بوتين كان دائماً تحطيم أميركا كقوة دولية رئيسية في الشرق الأوسط وجعل موسكو الجهة الأكثر فاعلية في المنطقة. ويريد الرئيس الروسي - بحسب الكاتب – من بعض الدول العربية، البدء في شراء معدات عسكرية وصناعية روسية ومنح روسيا الأفضلية للوصول إلى مصادر الطاقة وفرص السوق الأخرى، كشرط للتخلي عن إيران.

إلى ذلك، يعتبر روغان أن بوتين أصبح عالقا بين الإسرائيليين والإيرانيين، ولكن نظرا لزيادة الضغوط الأميركية على طهران وإعادة العقوبات وبدء انهيار الاقتصاد الإيراني، فإنه من غير المنطقي أن يقوم الزعيم الروسي باستفزاز ترمب من خلال استمرار تقديم الدعم لإيران.

كما رأى أن بوتين يريد كسب امتيازات من ترمب على المدى القصير مقابل تعاون الولايات المتحدة في سوريا. وختم بالقول إن هناك حقيقة بسيطة هي أنها "بالنسبة لفلاديمير بوتين، لم تعد إيران مهمة بعد الآن".