العدد 3542
الثلاثاء 26 يونيو 2018
banner
الدراما الخليجية... قبح مروع وإفلاس فكري
الثلاثاء 26 يونيو 2018

أكثر من خمس سنوات والدراما الخليجية تعيش حالة من الانهيار والخراب الروحي الشامل العميق الذي يقع الممثل في مصيدته دون أدنى أمل في الخروج، وكذلك المشاهد الرزين الذي عرف أن ما يقدم له مجرد مواقف سخيفة وإفلاس فكري ورجعية متزايدة على جميع المستويات وقبح مروع، معلنا نهاية ما يسمى بالدراما الخليجية إلا من رحم ربي.

انتهى موسم عرض المسلسلات في شهر رمضان، وكوني كاتبا صحافيا مهتما ومختصا بالفكر والإبداع والفنون، يمكنني القول وباللهجة النقدية إن 95 % من المسلسلات الخليجية كانت خليطا من الأفكار الهدامة الساقطة ونقطة مختلفة تماما عن المفهوم الحقيقي للفن المحترم، لا قصص ولا أحداث، وانسلاخ حقيقي عن الواقع، وتهريج بدرجة امتياز، واستهلاك الطاقة من أجل المال فقط ولا شيء غير ذلك، صحيح أن المنتج الفني والثقافي والإعلامي يدخل ضمن البضائع، لكن ليس كأية بضاعة استهلاكية تباع في السوق، بل بضاعة تتسم بالجمال ويمكن لكل إنسان أن يعرف كل ما أنجزته البشرية من أجلها في هذا المضمار، وحتى لو فرضنا أن الممول ورأس المال الذي يتاجر بالمادة الدرامية أو المنتج الدرامي يسير خلف مصالحه (وهذا شيء أكيد)، لكن كان يفترض بفنانين كبار أن لا يشتركوا في مثل تلك المهازل والسوق الرخيصة من المسلسلات وأن يكونوا في الخط الأول من التخلف ويرتضوا على أنفسهم التبعية للمقولة المقرفة “الجمهور عايز كده”.

ماذا فعلتم بالدراما الخليجية يا فنانين يا كبار... نقلتموها من الثراء إلى الفقر، وكأن المسألة مجرد كنس وتنظيف وطبيخ وليست مسؤولية عظيمة، فهذه الفنانة تخلت عن تاريخها وخبرتها وذكائها لخدمة العالم القائم على التهريج والسخافة وظهرت مشوهة لكي ترضي أذواق المنتج، وذاك الفنان القدير نظيف العقل كما عرفناه في السبعينات والثمانينات تنكر لكل القيم التي سادت في الحياة الفنية في ذاك العصر الذهبي، وتم تجنيده برضاه في جوقة الدخلاء على الفن، ومشى على منواله بعض الصاعدين الذين ضاعوا وسط هدير السخافات.

انحدار الدراما الخليجية ينمو ويتطور أمام أعيننا، فماذا نحن فاعلون؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .