العدد 3535
الثلاثاء 19 يونيو 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
قيم ومبادئ لا تمت لمجتمعنا الخليجي والعربي بصلة
الثلاثاء 19 يونيو 2018

انتهى رمضان المبارك، وانتهت معه الدراما والإسفاف والهبوط بالذوق العام الخليجي والعربي، وانتهى معه نشر قيم ومبادئ لا تمت لمجتمعنا الخليجي والعربي بصلة من قبل بعض الفضائيات العربية، والجميع شاهد مسلسل العاصوف وما احتواه من معنى ومغزى وهدف قد يكون خافيا على الكثيرين، وقد يكون معروفا لدى البقية، لكن الحقيقة أن المسلسل هدف إلى تمرير أمور خفية، فالمسلسل أراد تصوير مجتمع ما قبل ما يسمى بالصحوة الدينية التي بدأت أواخر السبعينات، بأنه مجتمع وإن كان قبليا، إلا أنه مجتمع ليبرالي متفتح، وأراد كاتب السيناريو والمخرج أن يكون هذا الانفتاح وهذه الليبرالية من خلال تصوير عدة حوادث نذكر منها قيام أحد أبناء الأم هيلة وهي سيدة بيت العائلة التي تدور حولها قصة المسلسل، باتخاذ خليلة وعشيقة له وهي جارته المتزوجة، وقيام ابنها الآخر بارتكاب الحب مع ابنة إحدى المترددات على والدته، وأثمر ذلك الحب المحرم طفلا لقيطا فرحت به الأم، حتى بعد أن عرفته أنه ثمرة خطيئة ابنها، كذلك تصوير المراهق ابنهم وهو يكرر اللقاءات الغرامية مع طفلة جارهم، ووقوف هذه الطفلة في وجه أمها وإصرارها على الزواج والهروب مع عشيقها المراهق، هذا بالإضافة إلى حوادث أخرى لا نريد التطرق إليها، وكلها هدفت إلى إرسال رسالة خفية بأننا مجتمع متفتح وليبرالي.

على العموم، لم يتضمن المسلسل أية قصة مشوقة أو حبكة درامية من الأساس، بل مجموعة حوادث بسيطة لو جمعتها لكانت حلقة واحدة فقط، لتصور المجتمع بأنه مجتمع متفتح ليبرالي، والخلاصة أن المسلسل لم يكن دراميا، بل كان مسلسلا وثائقيا يصور الناس والشوارع وحفلات الزواج!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية