في ظل هذا الحماس الملتهب والتصميم الكامل على السير في طريق دعم المنظمات الإرهابية والحلم بالبطولات الخارقة، ليس غريبا أن تدخل قطر في “عزلة” وتختفي خلف ستار حديدي سيبعدها عن خريطة العالم ومسيرة الإنسانية، فقد أصبحت قطر اليوم وبعد مرور سنة واحدة فقط من المقاطعة بلدا بدون وزن يعيش ويقتات على المؤامرات والخضوع وتقديس الجماعات الإرهابية، وذلك يمثل بالنسبة لنظام الحمدين قمة المحصول الإنساني والتراث.
سنة واحدة من المقاطعة تسببت في دفن أكثر من نصف الجسد القطري، ولم يتبق إلا الرأس الذي تتساقط عليه حاليا قطرات العذاب والهزيمة وتلمع أهداب العين بالعار، شركات توقفت وسوق مخنوق مريض وبكتيريا القلق تواصل سيرها نحو المواطن القطري المغلوب على أمره والمصادرة حريته، وكل ما يقوم به نظام الحمدين هو إعطاء المواطن بعض المسكنات في حين علاج هذه الأمراض الجسيمة يحتاج إلى علاج خاص لربما يؤدي إلى النتيجة المرجوة، ورغم الكثير من المسرحيات والتمثيليات التي يحاول من خلالها نظام “الحمدين” الزعم بأن لديه القدرة على التحكم في الأشياء ويملك دواء الجسم والنفس إلا أن التمثيليات والمسرحيات نوع من الأدب، والأدب في مجمله يحمل “الرمز” ومجموعة كاملة من التصورات.
الحالة القطرية ذات طابع فانتازي، بلد يسير نحو الهاوية ويغرق في ليل الهزائم والضربات تأتيه عن يمينه وعن شماله ومن فوقه وتحته، والنار الموعودة تقترب من وجهه، لكنه يشنق نفسه بالأوهام والتخيلات بأنه البلد القوي القادر على التحكم في العالم ومسك القمر والنجوم والسماء، اقتصاد منهار وجوع قادم لا محالة ولكنه يصر على إشعال مصابيح سيارة الكبرياء الزائف والعناد الملفوف بالعذاب الدفين، ويريد أن يظهر للعالم بأنه يتمتع بروح الباحث المجرب والخبير، وأن ما يحصل له قضية ليست حطيرة وبإمكانه مواصلة العمل والسير في الطريق، الجرح يفور دما ونظام الحمدين مازال “يرقع بلزقة” لا يتعدى طولها سنتيمترات، نظام غريب لا يريد أن يعترف بأنه كأي زجاج قد ينكسر في أية لحظة.