العدد 3371
السبت 06 يناير 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
استغلال الشارع العربي (2)
السبت 06 يناير 2018

خروج الشارع العربي للمظاهرات والاعتصامات، كان وسيلة لأحزاب الإسلام السياسي التكفيري وأحزاب الشعارات الديمقراطية وأحزاب العبودية السياسية والآيديولوجية الفكرية للقوميين الفرس والقوميين العثمانيين، للإخلال بالأمن والاستقرار والسيطرة على نظام الدولة تحت مسميات وشعارات الإصلاح، والعودة للإسلام، ومحور الممانعة، وإعادة الخلافة الإسلامية وإسقاط الدكتاتورية، لكنها بالواقع استبدال بدكتاتورية إما تكفيرية أو عميلة للغرب والقوميين الفرس والعنصريين.

أما قادة العبودية السياسية للعنصريين العثمانيين، أي جماعة الإخوان المسلمين التي ترتكز بفكرها على تكفير الحاكم والمجتمع، وترى أن الحاكم فاسد والمجتمع مجتمع جاهل لا يعرف مصلحته، ويجب إسقاط النظام وإعادة تأهيل المجتمع، فقد طبلت للعثمانيين وإنجازاتهم في محافلها الإعلامية، فمثلا وحسب ما يقوله المتخصصون، قامت بتخوين دول عربية بحجة أن هناك تقارير إسرائيلية تقول بوجود اتصالات عربية إسرائيلية، ولكنها تغاضت عن اعتراف دولة بإسرائيل اعترافا كاملا، ووجود رحلات أسبوعية لخطوط الدولة بينها وبين إسرائيل، تجني من ورائها أرباحا هائلة، في دليل واضح على عبودية هذه الحركة سياسيا وآيديولوجيا للعنصريين، لهذا نراها تمجد هؤلاء وما يسمى بالخلافة الإسلامية، ونراها تحاول إضعاف الهوية العربية لدى الشارع العربي واحتقارها واستبدالها.

إن هذه الأحزاب العميلة والخائنة للهوية العربية الإسلامية، تسعى لاستغلال الشارع العربي لتحقيق مصالحها البعيدة بتاتا عن مصلحة الإنسان العربي. والسؤال الآن: هل مازال الشارع العربي مقتنعا بأن هذه الأحزاب تعمل من أجله؟ أم بدأ يعي أنها أحزاب تسعى لتدمير الهوية العربية الإسلامية للإنسان العربي، وتسعى لتمكين التطرف والتكفير وإلغاء الآخر، وتكريس العبودية السياسية والفكرية للعنصريين الفرس والعثمانيين؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية