العدد 3360
الثلاثاء 26 ديسمبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سقوط الإعلام الإيراني المضاد
الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

شكلت قضية اعتراف ترامب بالقدس فرصة ذهبية لإيران وعملائها وأحزابها وتنظيماتها التي تدين بالولاء لكسرى طهران خامنئي على حساب هويتها العربية، وأيضا فرصة لحماس وهي من أحزاب الإسلام التكفيري السياسي، والتي تدين بالولاء للعنصريين الجدد، على حساب هويتها العربية، لاستعادة شعبيتهم الخاسرة وتلميع صورتهم التي تشوهت بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت بالأمة العربية، من احتلال لعواصم عربية من قبل إيران وأحزابها، ومن ضرب للوحدة الفلسطينية من قبل حماس الحليف الخفي لإيران. 

لهذا، فإن هذه الأطراف وجدت بقضية اعتراف ترامب بالقدس مادة إعلامية عظيمة وبشكل أساسي، لتحريض الرأي العام العربي ضد دول الاستقرار العربي وعموده الفقري أي مصر والسعودية، لهذا، وجدنا أنه خلال بث المواد الإعلامية لقاءات وبرامج وأخبارا ومعلقين ومحللين من قبل القنوات الإيرانية والموالية مع قنوات الإخوان والقنوات العراقية الطائفية، بالإضافة إلى الصحف المشبوهة، كانت كلها توحي بطريق مباشر أو غير مباشر بأن السبب في قرار ترامب يرجع إلى الدولتين الأقوى بالعالم العربي، وهذا  الأمر طبعا يمثل محاولة من قبل إيران والإخوان، لكبح جماح القوة السياسية المصرية السعودية، التي تحاول إزاحة إيران وأحزاب الإسلام السياسي التكفيري من إخوان وحزب الله وحوثيين من الشارع العربي. 

وللتدليل على الفقرة الأخيرة المتعلقة بنجاح الآلة السياسية المصرية والسعودية بإزاحة إيران وأحزاب التكفير من المشهد السياسي العربي ومن قوتهم ووصول رسالتهم الإعلامية وتأثيرها على الشارع العربي، رأينا، كما أسلفت وتوقعت بالجزء الأول، أن الشارع العربي والإسلامي لم يتأثر بتحريض إيران وأحزاب الإسلام السياسي التكفيري، وهذا مؤشر واضح على ضعف الآلة الإعلامية الإيرانية والإخونجية في التأثير على الشارع العربي والإسلامي، مقارنة بما كانوا يفعلونه بالسابق عند سقوط شهداء فلسطينيين مثلا، وتجييشهم الإعلام الواقع تحت سيطرتهم للهجوم على السعودية ومصر ودول الخليج بشكل عام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية