العدد 3346
الثلاثاء 12 ديسمبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
رقصة الحوثي
الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

في آداب العصور الوسطى بأوروبا، مثلت رقصة الموت رافدا أدبيا وموسيقيا وفنيا، سواء بمجال الرسم أو الموسيقى أو الروايات والكتابات، ويتلخص مفهوم وفكرة رقصة الموت، خصوصا بمجال الرواية والأدب، بوجود جثة متحللة تقود مجموعة من الموتى من كل الأعمار، يرقصون بشكل دائري بطيء، وبالأخير تقودهم هذه الجثة إلى المقابر لكي يدخلوا القبور ختاما للرقصة، وهذا المفهوم ينطبق حاليا وبشكل تصويري مجازي على كل من يوالي ويتحالف مع الحوثيين.

فقد عمد الراقص على رؤوس الثعابين، كما يحلو له وصف نفسه، إلى التحالف مع الحوثي خلال فترة الانقلاب على الشرعية، وخاض معه عدة حروب وقتل والده بدر الدين الحوثي وأخاه حسين بدر الدين بتلك المواجهات، وكان هدف الرئيس المقتول استخدام الحوثي من أجل تنفيذ مخططه للتصدي للشرعية وفرض سياسة الأمر الواقع بأنه وحزب المؤتمر الذي يترأسه هما من يحكمان اليمن، ومتى ما استتب الأمر له ولحزبه سيقوم بالانقضاض على الحوثي وإقصائه وإبعاده عن المشهد السياسي، لأنه يجيد الرقص على رؤوس الثعابين.

وعليه، فإن صالح سلم كل شيء للحوثي، معتقدا أن العميل الإيراني مجرد دمية يحركها سياسيا لتحقيق أهدافه ومخططاته، ولم يكن يدري بأن الحوثي، شأنه شأن حسن نصر الله وزعماء الحشد وبقية عملاء إيران، تربية إيرانية رضعت كل نجاسة وقذارة الثورة التكفيرية الطائفية العرقية بقيادة كسرى طهران، وإن الغدر والخيانة والولاء لكسرى القيم التي قامت إيران بزرعها بحسن نصر الله والحوثي وأمثالهما.

وخلال 3 سنوات مضت، كان الحوثي، وهو الجثة المتحللة، يقود صالح وحزبه من أعضاء حزب المؤتمر، وهم الأموات الراقصون، إلى مكانهم الحقيقي لكي يدخلوا قبورهم وتطويهم الأرض، وهذا ما حدث فعلا خلال الأيام الماضية، حيث قتل الحوثي صالح ومعه زعماء وقيادات حزب المؤتمر، وهذه نتيجة كل من يريد الرقص مع الحوثي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية