العدد 3229
الخميس 17 أغسطس 2017
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
عبدالحسين عبدالرضا.. ورحل الذي أحبه الناس في زمن الكراهية!!
الخميس 17 أغسطس 2017

وأخيراً ترجل بطل باي باي لندي في لندن، رحل الفارس حسينوه ورحلت معه البسمة، عبدالحسين عبدالرضا الرجل الذي صنع الفكاهة ولم تصنعه، رجل كالنخيل يموت واقفاً بفضل خلقه وأعماله الخالدة الهادفة، والأهم من ذلك بعده الظاهري عن المذهبية وتسييس الكوميديا، لم نر أثراً لمذهبه على فنه.

ستون عاماً من النجاح والعمل المثمر، مسرحيات ومسلسلات هادفة استطاعت لرقيها وحضاريتها وقوة طرحها ومضمونها القيم، طوال مسيرته الفنية، أن تخلد في ذاكرة المجتمع الخليجي، أعمال لا نمل من تكرار مشاهدتها متناقلين عباراته وكلماته الفكاهية الجميلة في حياتنا اليومية.

لقد برق ولمع وعلا بفنه الراقي دون أن يستغل التعري والعلاقات المحرمة او الطائفية والعنصرية في أعماله، لقد قدم فنه بكل صدق وموضوعية مقدماً رسائل وطنية واجتماعية بثقل وحكمة واتزان، احترم جمهوره بفنه الجميل حتى أحبه بكافه أعماره وطوائفه وأجناسه.

كم نعجب ممن كان مستمتعاً بفنه طوال حياته واليوم يترك الدعاء له بعد موته، لم يختلفوا عليه في حياته ولكن اختلفوا عليه بعد مماته!!

ليت أولئك الذي ظنوا عليه بالترحم أن ينالوا عشر معشار ما ناله بوعدنان.. وصدق ابن خلدون “الناس سواسية في السكينة فإن جاءت المحن تباينوا..”.

إن رحمة الله وسعت كل شيء، وكما قال إمام الحرم المكي سعود الشريم إن من يفرق بين البشر في الترحم عليهم بعد وفاتهم كأنما نازع الله في هبته التي يهبها للبشر.. من يستكثر رحمة الله على أحد دون أحد فقد نازع واهبها.

عظم الله أجورنا.. وعزاؤنا اليوم للخليج وليس لأهل الكويت فحسب.

لا يسعنا سوى أن نقول رحمك الله يا أبا عدنان واسكنك في فسيح جناته، اللهم وسّع قبره واجعله روضة من رياض الجنة واجعل جنان الفردوس منزله مع الأنبياء والصديقين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .