العدد 3186
الأربعاء 05 يوليو 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
كذبة الإسلام السياسي (1)
الأربعاء 05 يوليو 2017

لابد لنا أن نعرف أن ما يسمى بالإسلام السياسي هو في الحقيقة إخضاع الدين للمصلحة السياسية، بينما الرسول الكريم عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه أفضل الصلاة والسلام، وهو خير البشر والمعلم الأول، أخضع السياسة والدنيا كلها للدين، ومن ضمن حركات ما يسمى بالإسلام السياسي، الثورة التكفيرية في إيران وحركة الإخوان المسلمين، ولابد للإخوان المسلمين من وقفة ليعرفوا كيف ينظر المجتمع لهم وكيف تنظر لهم الحكومات العربية والخليجية. ولتسليط الضوء على أهم الأسباب التي جعلت المجتمع يقلل من شعبية الإخوان، كما يقولون، وينأى بنفسه عن دعم الإخوان، فإن النقاط التالية توضح لماذا يجاهر البعض بكره الإخوان: 

السيطرة على الحكم: لعل أول مأخذ على الإخوان المسلمين هو هدفهم الأولي والأزلي بإزالة الأنظمة الحاكمة في الخليج وفي العالم العربي والإسلامي أيضا، والسيطرة على الدولة وقيادتها وحكمها وفق منهجهم ورؤيتهم السياسية التي يضعها عندهم المرشد العام ومجلس الشورى، وهو الغطاء الشرعي والديمقراطي للطبقة الدكتاتورية الحاكمة التي تقود التنظيم وتضع سياساته العامة وتعمل على تطبيقها، بدعم طبعا من القواعد المجتمعية. فالأنظمة الخليجية في نظر الإخوان المسلمين “المنظرين الأوائل والحاليين أو من الصف الثاني والجماهير” أنظمة وراثية لا تحكم بما يسمى عندهم بالنظام والشريعة الإسلامية التي يدعون انتهاجها.

لهذا فإن الخليجيين، سواء أغلبية مجتمعية أو أنظمة حاكمة، أدركوا بما لا يدع مجالا للشك أن الاستيلاء على الحكم هو هدف أزلي لهذه الجماعة، وأن الدخول للبرلمان أو المشاركة بالعملية الانتخابية خطوة أولى لهذه الجماعة للاستيلاء على الحكم، كما فعلوا بمصر حينما فازوا بالانتخابات، حيث تلاعب مرسي بالدستور وحاول تحصين قراراته عن المساءلة، مما جعل شعب مصر ينتفض، كما يصف البعض ذلك، ويطيح بحكم الإخوان ومرسي بثورة 30 يوليو التي أنهت حلم الإخوان المسلمين بحكم مصر وتخلى عنهم الشارع المصري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .