+A
A-

الدراما الخليجية تسلّط الضوء على أهم القضايا الاجتماعية

يترقّب الجمهور العربي مع حلول الشهر المبارك من كلّ عام البرامج الرمضانية التي تختارها مؤسسة دبي للإعلام لمرافقته طوال أيّام الشهر الفضيل، وذلك لتميّزها بمعالجة القضايا الاجتماعية الهادفة التي تجمع بين الواقع والدراما، حيث تسعى، بعيداً عن الروتين والتكرار، إلى تعزيز التوعية لدى المشاهدين من كافة الأعمار كما تركّز على مسائل تهمّ المتلقي العربي وذلك ضمن إطار ترفيهيّ راقٍ ومشوّق.

فالمؤسسة حريصة دائماً على تقديم باقة من المسلسلات التي تجمع أبرز المنتجين وكتاب السيناريو والمخرجين والممثلين، ولا تشكّل المسلسلات المحلية والخليجية استثناءً في هذه الحالة. فقد تمكّنت هذه المجموعة بشكل خاص منذ الأسبوع الأوّل من شهر رمضان من استقطاب المشاهدين، بحيث جعلتهم يتسمرون أمام شاشة تلفزيون دبي وقناة سما دبي منتظرين بشوق موعد عرض الحلقات القادمة من مسلسلاتهم المفضلة. ولا شكّ في أن اختيار الأعمال الدرامية المتكاملة العناصر يساهم في انتشارها الواسع وحصولها على أعلى نسب مشاهدة، غير أنّ العنصر الأساسي يتمثّل في ملامسة واقع المشاهدين من خلال طرح القضايا المعاصرة بأسلوب سلس بعيد عن التعقيد فيجسد تفاصيل حياتهم اليومية بدقة متناهية ما يجعل الأبطال في كثير من الأحيان صورة لما يعيشه المشاهد ويختبره في يومياته.

وإيماناً منها بأنّ الدراما لا تقتصر على الترفيه وحسب، بل تحمل رسالة اجتماعية واضحة وهادفة شأنها شأن المسلسلات الكوميدية، تحرص المؤسسة دائماً على اختيار الأعمال التي تعرض على شاشاتها بإتقان، إذ تهتمّ بإبراز الجانب الثقافي، والمعرفي، والاجتماعي وذلك لأنّ أيّ عمل رغم ضخامة إنتاجه يفقد قيمته إن لم يكن لديه أي هدف أو رسالة اجتماعية. وهذا ما نلمسه من خلال مشاهدة الدراما المحلية والخليجية على شاشة تلفزيون دبي وقناة سما دبي إذ تستعرض من خلال أحداثها المتنوعة سبع قضايا اجتماعية وتحاول بذكاء إيصال الرسائل المباشرة وغير المباشرة بهدف توعية المشاهدين وتثقيفهم.

فالمسلسل الكوميدي الاجتماعي "طماشة" يتناول عدداً من القضايا الاجتماعية التي تجمع بين الثقافة والتراث بالإضافة إلى المواضيع المحلية والعربية وذلك ضمن إطار ساخر ومحبّب. أمّا "على قد حال" الذي يندرج أيضاً ضمن إطار الكوميديا الاجتماعية فيسلّط الضوء على موضوع الجشع والسعي وراء المال والمشاكل الناجمة عن ذلك من خلال يوميات عائلة طريفة تسكن في منطقة شعبية. هذا ويستعرض المسلسل التراثي الكوميدي "فات الفوت" العادات والتقاليد القديمة ومدى أهمية الحفاظ عليها في مجتمعنا العربي. وفي الإطار الكوميدي الخليجي يعالج "رمانة" موضوع الفقر والثراء وكيف يمكن أن يؤثر على سلوك البشر.

وضمن فئة الدراما، يتناول المسلسل الخليجي "اليوم الأسود" العلاقة بين الإنسان والأيام والروابط الاجتماعية التي لا ندرك دائماً أهميتها، وكيف يغيّر بعض الأشخاص مسار حياتنا وذلك ضمن إطار فلسفيّ جديد. ومن المواضيع المهمة أيضاً معاناة المريض في المجتمع ومدى تأثير وضعه على المحيطين به في المسلسل الدرامي الخليجي "إقبال يوم أقبلت". وأخيراً، نال شعبية الكرتون في موسمه الثاني عشر حصّته من نسبة المشاهدة العالية نظراً لمعالجته قضايا ومشاكل اجتماعية معاصرة تجسدها شخصيات كرتونية كوميدية أصبحت مشهورة جداً في عاملنا العربي مثل "شامبيه"، و "عتوقة"، و"حنفي"، بالإضافة إلى الشخصيات المستحدثة التي تستهدف الأطفال بشكل خاص كشخصية الطفل "قريع" الذي يدفع الأطفال إلى تجنب العديد من الأمور السلبية.

وتعيد مؤسسة دبي للإعلام التأكيد على أهمية اختيار المحتوى الذي يهمّ كافة أفراد العائلة، لا سيما أنّ هذه المسلسلات تجمع الأسرة لقضاء الأوقات الممتعة والاستفادة من الرسائل التي تقدمها في آن واحد، حيث يركّز بعضها على القيم والعبر من خلال تتناول قضايا مُستمدة من صلب واقعنا وتاريخنا. فلا يجب تجاهل الدور التوعوي الذي تلعبه الدراما في أيامنا هذه بالإضافة إلى نشرها المعرفة وتثقيف المشاهد من خلال قصص الحبّ، والكره، والإحسان، والصبر، التي تنقل صورة مصغرة عن مجتمعنا. وهذا ما أرادت المؤسسة أن تسلط الضوء عليه، إذ تدرك مدى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام اليوم، وذلك عبر اختيارها لمضمون يركّز على القيم الأخلاقية، ويصحّح المفاهيم الخاطئة، ويساهم في عرض سبل المعالجة الصحيحة. وقد أدّى هذا التوجّه إلى تحرّر الدراما من إطار التسلية والترفيه الضيق حتى باتت تتمتّع بدور اجتماعي مهم بحيث تؤثّر بشكل ملحوظ على سلوك الأفراد فترسخ القيم في أذهان الجيل الشاب وتساهم في تطوير جوانب عديدة في مجتمعنا العربي. ومن هذا المنطلق، تبذل مؤسسة دبي للإعلام كلّ ما في وسعها لدعم الإنتاج الدرامي في لعب دور إيجابي في المجتمع، وتعزيز القيم العربية الإسلامية من خلال الأعمال الهادفة التي تنشر الرسائل الراقية لا سيّما في هذا الشهر الكريم.