العدد 3148
الأحد 28 مايو 2017
banner
أبناء تخرجوا من المدارس.. وأبناء اختاروا الضياع مع الولي الفقيه!
الأحد 28 مايو 2017

أمامنا مسالك ودروب مختلفة ولكن الاختيارات حرة، فمن يريد أن يقذف بنفسه إلى الضياع “كما فعل أتباع عيسى قاسم” فهو حر، ومن يريد أن يتسلق أعناق النجاح ويعمل من أجل الوطن ويكون حلقة في قاطرة تقدمه وتطوره فهو أيضا حر، ولكن شتان بين الطريقين، إذ هناك فرق بين من يمشي خطوة عكسية ومن يمشي إلى الأمام متحليا بالمسؤولية الوطنية ومتسلحا بالعلم والمعرفة. 

أحسن الأمثلة وأروعها على اندفاع الإنسان لبناء وطنه وتحمل المسؤولية حفلات تخرج الطلبة والطالبات من مختلف مدارس البحرين الحكومية والخاصة، وعشنا خلال الأيام الماضية هذه الأعراس في أكثر من مدرسة خاصة وفرحنا بالشباب الملتزم والمثابر والمستعد لدخول حقول الإنجازات المختلفة، ومن ضمنهم ابنتي “فجر” التي أرى فيها حماسا غير طبيعي يتخطى كل الأبعاد لمواصلة الدراسة الجامعية خدمة للبحرين وقيادتها ومجتمعها، وكما يقال دائما ابذر الحبة اليوم واقطف ثمارها صباح الغد لأن هناك شروطا تحكم البذرة والتربة والفلاح ألخصها في كلمة واحدة هي “التربية”. 

بينما ماذا نرى في الضفة الأخرى.. شباب كان يفترض أن يكون الطرف الناجح ولكنه اختار التلاشي والضياع والولاء لعيسى قاسم وإيران وسار في طريق الظلمات وبدل حمل شهادة تخرجه رسخ أقدامه في طريق الإرهاب وقدم حياته بكل سهولة ويسر إلى المحرضين ودخل في مواجهة مع من... مع وطنه. 

ليشرح أحدكم هذا الوضع الغريب والمحزن بعيدا عن الحماقات والزيف والكذب، لقد وضعكم عيسى قاسم في امتحان عسير وغش وخداع ودراما عنيفة ذات فصول ومشاهد متعددة وقبلتم بالشعارات التي دفعت أبناءكم إلى أحضان الإرهاب بدل رؤيتهم اليوم في حفلات التخرج وهم يصفقون طربا مع زملائهم وأساتذتهم فرحين بالمرحلة المقبلة من حياتهم. تصدمني بالدرجة الأولى مظاهر انعدام المسؤولية عند بعض أولياء الأمور الذين يرون أن العمل للوطن لا قيمة له، بينما العمل للولي الفقيه وأتباعه هو العمل الحقيقي وخلافه تتغير قوانين العمل وقوانين الحياة بأكملها. لا يريدون للابن أن تكون له مساهمة مهمة وغنية يقدمها للوطن، وإنما للولي الفقيه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .