العدد 3114
الإثنين 24 أبريل 2017
banner
جاءنا ما يلي: أنتم أعلم بشؤون بلادكم
الإثنين 24 أبريل 2017

على امتداد صفحتين متقابلتين من الزميلة “أخبار الخليج”، تحدث السفير الأميركي لدى مملكة البحرين ويليام روبوك عن كثير من الأمور التي شرّق فيها وغرّب، وقال كلاماً مهماً في شأن السياسة الجديدة للإدارة الجديدة للقطب الأوحد، ولكن ما يلفت النظر أكثر، هو الاعتيادي والطبيعي، والمنطقي والمفترض.

فعندما سُئل عن موقف الإدارة الجديدة في البيت الأبيض في ما يحدث في البحرين قال: “... وفي النهاية، فإن مستقبل البحرين يحدده الشعب البحريني، بقيادة صاحب الجلالة الملك، وإذا طُلب منا المساهمة في وضع الاقتراحات، فسنكون سعداء بذلك، ولكن الحلول لهذه القضايا والتحديات ستأتي من داخل البحرين”.

ولسنا بحاجة إلى من يعرِّف المعرَّف الذي لا يخفى على أيّ ساعٍ من أجل خروج البلاد بشكل معافى من جراح الأمس، وغير قابل للتجريح مجدداً، لأننا – ومنذ عقود خلت – نراوح في مشاكلنا الداخلية عند النقاط نفسها، وننبعث من المنطلقات ذاتها، ونعيد الكرّة مجدداً، معتمدين على أن الزمن كفيل باندمال الجروح.

وعلى الرغم مما حدث في السنوات القليلة الماضية، صار الكثير من الناس هنا يقيسون الوطنية من عدمها على تلك اللحظة، والصدق والكذب عليها أيضاً، وأيضاً عليها صارت تقاس الأخلاق، والعلاقات، والصداقات، أمور لا دخل للسياسة فيها، ولكننا قليلو معرفة بالسياسة ومتطلباتها، فقمنا بخلط الاجتماعي بالسياسي، والخاص بالعام، وما لا يمكن استبداله وتغييره من مواقف وعلاقات ووشائج، بمواقف طارئة، وحماقات عابرة، فانقلب الحال، ولم يعد – على الرغم من السنين – كما كان، ولم ينزل البعض منا ما حدث في منزلته الحقيقية والطبيعية.

السفير الأميركي نفسه قال مقولة عميقة وحقيقية، وهي “إن جميع الدول – بما فيها الولايات المتحدة – هي مشاريع قيد العمل”، وهذا ما ينطبق علينا أيضاً، فلا يمكننا الركون إلى ما تحقق وإن كثُر، ولا يمكننا أيضاً الزهد فيه، ولكن المشاريع تريد همماً عالية، وتريد إخلاصاً، وتوجيها للطاقات جميعها من أجل التحقق. وإذ لا يمكن المضي في الحياة من دون منغّصات تقوّي الإرادة، فإنه لا يمكن أيضاً، المضي بمشاريع تقوم على المنغّصات التي تأتي من داخلها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .