العدد 3101
الثلاثاء 11 أبريل 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما بعد سكون العاصفة
الثلاثاء 11 أبريل 2017

يمكن القول إن أول هدف تحقق من عاصفة الحزم المباركة هو ظهور هذه القوة الإقليمية الخليجية الجديدة على الساحة الدولية. صحيح أنها قوة نشأت للتو، لكن الإرث والخلفية الوحدوية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لها، ونقصد مجلس التعاون الخليجي، سيجعل لها كلمة على الواقع، على الأقل سيحسب لها حساب في أية تحركات سياسية أو عسكرية جديدة، كانت في السابق تتجاهل مصالح الخليجيين.

أيضا لابد من الإشارة بكل قوة إلى أنه ومن خلال عاصفة الحزم ازداد غرس مفهوم الوحدة الخليجية في ضمير وقلب الإنسان الخليجي بشكل أكثر عمقا خلال السنوات الماضية، بمعنى أن الإنسان الخليجي، وقبل ظهور عاصفة الحزم، كان وطنيا محليا بشكل يفوق وطنيته الخليجية بدرجة كبيرة جدا، فقد كان الشأن المحلي الطاغي على أجندته وتطلعاته وهمومه، وهو، وإن كان يرى للشأن الخليجي أهمية، إلا أن الإهمية القصوى كانت للشأن المحلي. حتى صغائر الأمور المحلية كانت لها أهمية لديه، أما بعد ظهور العاصفة، فإن الأمر تغير كليا، حيث ارتفعت وتيرة الاهتمام بالشأن الخليجي، وأصبح يتابع بكل شغف أخبار عاصفة الحزم في كل الوسائل الاجتماعية، وأصبحت طائرات التحالف تمثل رمزا وطنيا قبل أن تكون رمزا خليجيا، أصبحت ثقافة الإنسان الخليجي أكثر رقيا وبصيرة، حيث امتد نظره وتفكيره ليتخطى مصالحه وآماله المحلية إلى مصالحه وأهدافه الخليجية، وأمسى هذا الإنسان الخليجي وبدل أن يفكر بأمنه واستقراره المحلي، امتد هذا التفكير إلى أمنه واستقراره الأوسع، وهو الأمن والاستقرار الخليجي، أصبح هذا الإنسان الخليجي مشغولا بالرد وتبيان الحقائق والتصدي لحملات الإعلام المضاد الذي كان يستهدف عاصفة الحزم ودولها ومواطنيها. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .