العدد 3038
الثلاثاء 07 فبراير 2017
banner
“لنضع النقاط على الحروف”
الثلاثاء 07 فبراير 2017

ليس صحيحا ومنطقيا أن نظل نستمع أقوالا تفيد أمورا معينة ونشاهد أفعالا تفيد أمورا أخرى وتؤدي إلى نقيض ما يصدر من تلك الأقوال، لأن الحقيقة التي لا تقبل الشك هي أن هناك بيننا من يعمل فعلا على قلب نظام الحكم ولا يريد أية عملية إصلاحية أو تطوير للديمقراطية أو غير ذلك من المصطلحات التي نسمعها يوميا في وسائل الإعلام المختلفة.

لذلك نرى أن من المهم أن نعطي الأمور المسميات الصحيحة لها، ولا نحاول تبرير أمور أخرى بتبريرات مختلفة تناقض الواقع، فلا يوجد حزب أو منظمة مدنية تطالب بالإصلاح وتنادي بالمساواة وتعمل في نفس الوقت على الجانب العسكري وتمارس التفجير وقنص رجال الأمن وتتدرب عسكريا على الكثير من أمور القتال وحروب العصابات، هذان أمران متناقضان ويعاكس كل منهما الآخر، شئنا أم أبينا، فهذه حقيقة لا يمكن أن يختلف عليها اثنان مهما كانت دوافعهما أو منابعهما الفكرية.

يجب الإقرار بأن هناك تنظيمات سرية مدربة تدريبا عاليا وتنسق مع جهات أخرى وتتلقى الدعم منها ومن غيرها تعمل داخليا وتمارس مهامها الموكلة إليها بيننا، فحادثة الهروب الأخيرة لا يقوم بها سجناء عاديون مهما بلغت قدرتهم الذاتية أو إمكاناتهم المادية، فمن قام بها وساهم فيها لابد أن يكون قد تلقى تدريبا عسكريا مخابراتيا ويملك إمكانات مادية (ولا نعني مالية فقط) تؤهله للقيام بما قام به والتغطية على الهاربين لفترة طويلة في منطقة صغيرة المساحة كما هي عندنا.

ما حدث ويحدث، ومنه التفجير الأخير على شارع البديع، ليس ردة فعل بل هو تعميق لكل الأمور، ويمثل دعوة لردات فعل من قبل الأجهزة الأمنية كونها تمارس حقها وواجبها في حماية الإنسان الذي يتعرض أمنه لخطر واقع، وهي كذلك دعوة علنية وواضحة لسن تشريعات وقوانين لمواجهة موجة الإرهاب التي تحدث واستعادة الأمن الذي يراد النيل منه، تشريعات يمكن أن تلاقى بالترحيب من قبل الكثيرين الذين يرون ما يحدث ويرفضونه سرا وعلنا.

من هنا يمكن القول إن من يبرر تلك الأعمال الإرهابية يكون جزءا منها ويدعمها وعليه أن يكون واضحا صريحا في ذلك ولا يضع التبريرات غير المقنعة لها... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .